الشيطان يكمن في التفاصيل..

 لا يستطيع الملحد أن يدخل لك إلا من باب السفسطة في الفرعيات، واللعب على وتر التفاصيل!
لذا كُن حَذِرًا ورُده بسرعة إلى الأصل، لا تجعله يعبث ببدهياتك وضروراتك العقلية بدخوله في التفاصيل، بل كن أكثر ذكاءً ورده أنت إلى الأصل فينكسر وتطيش كل سفسطاته الفرعية ..
ولك في أبي الأنبياء إبراهيم – عليه السلام – القدوة والمثل فحين ناظر النمرود في قضية الألوهية حاول الخبيث أن يلعب على الفرعيات ويُسفسط في التفاصيل، فأعاده إبراهيم إلى الأصل فبُهت الذي كفر، وانتهت المناظرة {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين} ﴿البقرة258﴾ .

فقد اعتبر النمرود أن مجرد إعدام الأشخاص هو قُدرة مطلقة على الإماتة، ومجرد رحمتهم هو قُدرة مطلقة على الإحياء، ولو تنَّزل معه سيدنا إبراهيم عليه السلام وظل يشرح له الفرق بين القدرة المُطلقة والقدرة النسبية المحدودة الموهوبة إلى الشخص، لظن الجالسون أن في قضية الألوهية البدهية محض التباس، فالشيطان يكمن في التفاصيل!

عندما يتحدث الملحد عن طاقة الفراغ الكوانتي المشحون بالجُسيمات، انتقل مباشرةً إلى ما هو مصدر الفراغ الكوانتي..
يقول الكاهن الملحد طاقة الجاذبية يمكن أن تؤثِّر في لحظة الانفجار الكبير، يكون السؤال: وما هو مصدر طاقة الجاذبية؟
يقول الكاهن الملحد سوالب الكون وموجباته ربما تساوي الصفر، يكون السؤال أُخلق لنا قانون (-) + (+)= صفر ، أو قُم بتفعيل قانون كهذا.
الملحد لا يملك حُجة مُستقلة على كفره، لا يمتلك علما يُخرج الكفر، وإنما يتغذى الملحدون باستمرار من رحم السفسطة حينًا والمضاربة حينًا آخر، فشككوا الناس في العقل والحق والخير والشر والعدل والظلم.
فالإلحاد هو دين الشيطان تمت أدلجته، وإعادة صياغته والتأسيس له، كمذهب عقلي معاصر ..!!