سلام وآدابه في الإسلام

1 – العمل على نشر السلام بين المسلمين جميعًا:

روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أَوَلَا أدلُّكم على شيء إذا فعلتُموه تحاببتُم؟ أفشُوا السلام بينكم))[1]. وفي الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعٍ، ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار القسم أو المقسِم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونهانا عن خواتيم أو عن تختُّم بالذهب، وعن شُرب بالفِضَّة، وعن المياثر، وعن القَسِّيِّ، وعن لبس الحرير والإستبرق والدِّيباج[2].

 

2 – عدم الاقتصار في إلقاء السلام على مَن يعرف فقط:

ففي الصحيحين عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: ((تُطعم الطعام، وتقرَأُ السلام على مَن عرَفت ومَن لم تعرِفْ))[3].

 

3 – الالتزام بالصيغة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

روى الترمذي – وقال: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ – عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: السلام عليكم، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عشرٌ))، ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عشرون))، ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثون))[4].

 

4 – أن يقول المبتدئ: السلام عليك، وليس: عليك السلام:

روى الترمذي – وقال حسنٌ صحيح – عن جابر بن سليم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام، فقال: ((لا تقل عليك السلام، ولكن قُل: السلام عليك))[5].

 

5 – أن يُلقي السلام عند القدوم وعند القيام من مجلسه:

روى الترمذي – وحسنه – عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا انتهى أحدُكم إلى مجلس، فليُسلِّم، فإن بدا له أن يجلس فليجلِس، ثم إذا قام فليُسلِّم؛ فليست الأولى بأحقَّ مِن الآخرة))[6].

 

6 – أن يحرِص كل مسلم أن يكون هو البادئَ بالسلام:

روى أبو داود – بسند صحيح – عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أَوْلى الناسِ بالله[7] مَن بدأهم بالسلام))[8].

 

7 – أن يُلقي المسلم السلام على أخيه إذا حال بينهما شيء:

روى أبو داود – بسند حسن – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا لقِي أحدُكم أخاه فليُسلِّم عليه، فإن حالت بينهما شجرةٌ أو جدارٌ أو حجر، ثم لقيه، فليُسلم عليه أيضًا))[9].

 

8 – إذا لم يسمَعوا السلام أعاده ثلاثًا حتى يسمعوا:

روى البخاري عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا تكلَّم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تُفهم عنه، وإذا أتى على قومٍ فسلَّم عليهم، سلَّم عليهم ثلاثًا[10].

 

9 – أن يُسلم المسلم على مَن في بيته، فإن لم يجِدْ سلَّم على نفسه:

لقوله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [النور: 61]. وروى الترمذي – وقال: حديث حسن صحيح غريب – عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا بُني، إذا دخلتَ على أهلك فسلِّم يكُنْ بركة عليك، وعلى أهل بيتك))[11].

 

10 – إذا مر بصبيان ألقى عليهم السلام:

ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه مرَّ على صبيان فسلَّم عليهم، وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله[12]. وروى أبو داود – بسند صحيح – قال أنسٌ رضي الله عنه: انتهى إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلامٌ في الغلمان، فسلَّم علينا، ثم أخذ بيدي، فأرسلني برسالة، وقعد في ظل جدار – أو قال: إلى جدار – حتى رجعت إليه[13].

 

11 – أن يُسلم الراكب على الماشي والقليل على الكثير:

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير))[14].

 

12 – أن يُسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد:

روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يُسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير))[15].

 

13 – الابتسامة عند إلقاء السلام ورده:

روى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقِرنَّ مِن المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْقٍ))[16]. روى الترمذي – وحسَّنه – عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونَهْيُك عن المنكر صدقةٌ، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقةٌ، وإماطتُك الحجرَ والشوكة والعَظْم عن الطريق لك صدقةٌ، وإفراغك مِن دلوك في دلوِ أخيك لك صدقةٌ))[17].

 

14 – المصافحة مع السلام:

روى البخاري عن قتادة قال: قُلت لأنس: أكانتِ المصافحةُ في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم[18]. وروى الترمذي – وحسنه – عن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن مُسلمَينِ يلتقيانِ فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يفترقا))[19].

 

15 – ويجوز الجمع بين الإشارة والنطق بالسلام:

روى الترمذي – وحسَّنه – عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها تُحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ في المسجد يومًا، وعُصبة من النساء قعودٌ، فألوى بيدِه بالتسليم[20]، وأشار عبدالحميد بيده.

 

16 – تعليم آداب السلام لمن لم يعرِفها:

روى الترمذي – وحسَّنه – عن كلدة بن حنبل أن صفوان بن أُمية بعثه بلبنٍ ولِبَأ[21] وضَغابِيس[22] إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى الوادي، قال: فدخلت عليه، ولم أُسلم ولم أستأذن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ارجع، فقُل: السلام عليكم، أأدخل؟))، وذلك بعدما أسلم صفوان[23].

 

17 – رد السلام على غير المسلم بقوله: وعليكم:

روى مسلم عن أنس رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أهل الكتاب يُسلِّمون علينا، فكيف نرد عليهم؟ قال: ((قولوا: وعليكم))[24]. وفي الصحيحين عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن اليهود إذا سلم عليكم أحدُهم، فإنما يقول: السام عليكم، فقولوا: وعليكم))[25].

 


[1] رواه مسلم (54).

[2] متفق عليه: رواه البخاري (5175)، ومسلم (2066).

[3] متفق عليه: رواه البخاري (6236)، ومسلم (39).

[4] حسن: رواه الترمذي (2689) وقال: حسن صحيح.

[5] حسن: رواه الترمذي (2722)، وقال: حسن صحيح، وقال النووي في الأذكار (315): إسناده صحيح، وصححه ابن دقيق العيد في الاقتراح (129).

[6] حسن: رواه الترمذي (2706) وحسنه.

[7] أولى الناس بالله: قال الطيبي: أي أقرب الناس من المتلاقينَ إلى رحمة الله مَن بدأ بالسلام.

[8] صحيح: رواه داود (5197) بسند صحيح.

[9] حسن: رواه أبو داود (5200)، وصححه الحافظ في الفتوحات الربانية (5/318)، والألباني.

[10] رواه البخاري (95).

[11] حسن: رواه الترمذي (2698)، وقال: حديث حسن صحيح غريب.

[12] متفق عليه: رواه البخاري (6247)، ومسلم (2168).

[13] صحيح: رواه أبو داود (5203)، بسند صحيح، إن كان حميدٌ الطويل سمِعه من أنس رضي الله عنه، وله شاهد في صحيح البخاري (6247) يتقوى به، وهو ما قبله.

[14] متفق عليه: رواه البخاري (6223)، ومسلم (2160).

[15] رواه البخاري (6231).

[16] رواه مسلم (2626).

[17] حسن: رواه الترمذي (1956)، وقال: حسن غريب، وله شاهد عند البزار (1688) من حديث ابن عمر، وفيه يحيى بن عطاء، وهو مجهول، وحسَّن الشيخ الألباني حديثَ الباب، وصحَّح الشاهد لغيرِه.

[18] رواه البخاري (6263).

[19] حسن: رواه أبو داود (5212) والترمذي (2727)، وقال: حسن غريب.

[20] حسن: رواه الترمذي (2697)، وحسنه، ونُقل عن أحمد بن حنبل أنه حديث لا بأس به.

[21] لِبَأ؛ كعِنَب، وهو أول ما يحلب عند الولادة.

[22] ضغابيس: جمع ضُغبوس بالضم، وهي صغار القثَّاء.

[23] حسن: رواه الترمذي (2710) وقال: حسن غريب.

[24] رواه مسلم (2163).

[25] متفق عليه: رواه البخاري (6928)، ومسلم (2164).