الرد على شبهة أن قصص القرآن الكريم مأخوذة من العهد القديم

تأسيساً على افتراء المستشرقين القول ببشرية الإسلام، وادعاء أنه دين ملفق وخليط من مصادر كثيرة – زعموا – راحوا يدعون كذلك بأن القرآن الكريم ليس وحياً من عند الله، وإنما أتى به محمد صلى الله عليه وسلم من عند نفسه، وأعانه عليه قوم آخرون، مثل ما زعم ذلك من قبلهم الكفار المعاصرون للنبي صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى – حكاية عن المشركين قديماً -: ﴿ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [سورة الفرقان].

وقال سبحانه: ﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ * وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [سورة النحل].

وعلى نفس النهج سار المستشرقون، وأتوا في سبيل إثبات هذا الادعاء بافتراضات وتخرصات لا تنقضي، ولا ينقضي منها العجب[1].

وكما أن النغمة السائدة عند جمهور المستشرقين هي أن اليهودية والنصرانية هما مصدر الإسلام؛ كذلك نرى أن كثيرين منهم يذهبون إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتمد في تأليف القرآن – زعموا – على الكتاب المقدس، خاصة العهد القديم، وأن هذا الاعتماد كان بوسائل كثيرة، لا وجود لها إلا في خيالاتهم وأوهامهم.

وأريد أن أقف هنا مع أحد تلك المزاعم والادعاءات التي أثيرت بهذا الخصوص، ألا وهو الزعم بأن قصص القران الكريم ليس إلا ترديدًا لما اقتبسه الرسول صلى الله عليه وسلم من العهد القديم كما ادعى كثير من المستشرقين.

وممن يتشدقون بهذا الرأي: “مكسيم رودنسون” في كتابه (محمد)، حيث يقول: (إن قصص القرآن ما هي إلا ترديد لما تعلمه محمد وسرقه من الأديان السابقة، ومن الكتب اليهودية)[2].

ويرى “ريتشارد بل” مؤلف كتاب (مقدمة القرآن) أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتمد في كتابه للقرآن على الكتاب المقدس، وخاصة على العهد القديم في قسم القصص، فبعض قصص العقاب كقصص عاد وثمود مستمد من مصادر عربية، ولكن الجانب الأكبر من المادة التي استعملها محمد ليفسر تعاليمه ويدعمها قد استمد من مصادر يهودية، ونصرانية، وقد كانت فرصته في المدينة للتعرف على ما في العهد القديم أفضل من وضعه السابق في مكة، حيث كان على اتصال بالجاليات اليهودية في المدينة، وعن طريقها حصل على قسط غير قليل من المعرفة بكتب موسى على الأقل[3].

الاختلاف الجوهري في أسلوب ومضمون القصص بين القرآن الكريم والعهد القديم:

والواقع أن من له أدنى اطلاع ومعرفة بالقصص في كل من العهد القديم والقرآن الكريم يلحظ تهافت هذا الزعم وأمثاله، ومجافاته للحقيقة والصواب، ويدرك بعد ما بين القصص في كليهما كبعد ما بين المشرق والمغرب، ويقطع بأن العهد القديم لم يكن أبدا مصدرا للقصص في القرآن الكريم.

إن قصص القرآن الكريم يتفرد بخصائص وميزات تجعله يختلف عما في العهد القديم من قصص وغيره؛ مظهرا وجوهرًا، وشكلاً ومضموناً، ومبنىً ومعنى.

فالتباين واضح جدا بين أسلوب هذا وأسلوب ذاك، ومضمون هذا ومضمون ذاك.

ونقصد بالأسلوب: طريقة عرض القصة، وصياغة أحداثها وسياقها، وتراكيب ألفاظها وعباراتها… وهكذا، وبالمضمون ما يحمله الأسلوب من المعاني ويتضمنه من الأفكار، ويحتويه من القضايا والمعتقدات… ونحو هذا.

ونذكر في الصفحات التالية أبرز أوجه التباين والاختلاف في الأسلوب والمضمون بين القصص في كل من القرآن الكريم والعهد القديم، وذلك على النحو التالي:

الاختلاف في الأسلوب:

أول ما يقابل الناظر في أسلوب القصة في العهد القديم هو الركاكة، وهبوط المستوى الذي يصل أحيانا إلى درجة الإسفاف.

فكيف يكون أسلوب القرآن الكريم – وهو القمة في البلاغة وسمو العبارة، ورفعة المستوى – مأخوذًا من ذلك الأسلوب الهابط الركيك والمسف أحياناً، والذي لا تخطئه العين من أول وهلة، ولا يخفى على طالب في سنوات التعليم الأساسية؟!.

وها هي ذي بعض الأمثلة على أسلوب العهد القديم:

جاء في سفر التكوين: (في البدء خلق الله السماوات والأرض، وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه، وقال الله: ليكن نور فكان نور، ورأى الله النور أنه حسن، وفصل الله بين النور والظلمة، ودعا الله النور نهارًا، والظلمة دعاها ليلاً، وكان مساء وكان صباح يوماً واحدًا )[4].

( فأكملت السماوات والأرض وكل جندها، وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل، وبارك الله اليوم السابع وقدسه لأنه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقًا)[5].

وقال الله: نعمل الإنسام على صورتنا كشبهنا.. فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه، ذكرًا وأنثى خلقهم)[6].

وفي سفر هوشع: (أول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع: اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى، لأن الأرض قد زنت زنى تاركة الرب، فذهب وأخذ جومر بنت دبلايم، فحبلت وولدت له ابنا، فقال الرب: ادع اسمه يزرعيل، لأنني بعد قليل أعاقب بيت ياهو على دم يزرعيل، وأبيد مملكة بيت إسرائيل في وادي يزرعيل)[7]…..

فهل هذه الركاكة والسذاجة وهذا الإسفاف في الجمل والعبارات وذاك التدني في الأسلوب، يمكن أن يكون مصدراً لأرقى كلام وأفصحه، وأسمى أسلوب واعفه؟!.

وهل يمكن أن تكون هذه الركاكة والسفالة، والتطاول على ذات الله العلية، وحيًا من عند الله تعالى؟!.

أين هذا من أسلوب القران الكريم الذي يشرق بالفصاحة، ويتألق بالبلاغة، ويفيض بالأدب، ويتسم بالرصانة؟.

ولنذكر بعض آيات الذكر الحكيم، دون تعليق، تاركين المجال للذهن والعقل، كي يتدبر ويتأمل فيها.

قال الله تعالى: ﴿ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ [فصلت: 9-12].

وقال جل شأنه: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ * وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 22-29].

الاختلاف في المضمون:

واذا ما جئنا الى المضمون، وجدنا اختلافات جوهرية في الأفكار والقضايا والمعتقدات، بين ما في القرآن الكريم وما في العهد القديم[8].

ونذكر هنا بعض أوجه هذه الاختلافات، فيما يلي:

أ‌- الاختلاف في وصف الذات الإلهية:

إن قصص القرآن الكريم لا يصف الذات الإلهية إلا بكل كمال يليق بجلال الله تعالى، بل إن السمة البارزة في القران الكريم كله هي تنزيه الله عز وجل عن كل ما لا يليق به سبحانه، فليس في القرآن الكريم عند الحديث عن ذات الله تعالى إلا هذا التنزيه والتعظيم والإجلال لله رب العالمين.

قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى:11].

وقال سبحانه: ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 103].

وقال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴾ [سورة ق: 38].

وقال جل شأنه: ﴿ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴾ [سورة طه: 52].

وقال تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ [مريم: 64 ].

وقال عز من قائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ﴾ [الأعراف: 28].

وأمثال هذا التنزيه والثناء على الله – تعالى – بما هو أهله في القرآن الكريم كثير.

وأما حديث العهد القديم عن ذات الله تعالى، وخاصة في القصص منه؛ فيختلف تماماً عما في القرآن، حيث إن قصص العهد القديم يطفح بوصف الذات الإلهية بما لا يليق به سبحانه وتعالى، وذلك منذ أول إصحاح من أول سفر فيه، ومن مظاهر ذلك ما يلي:

في سفر التكوين، عند الحديث عن بدء الخلق، تطالعنا هذه العبارة:

(في البدء خلق الله السماوات والأرض، وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على الماء)[9].

فانظر إلى هذا التعبير الساذج الوثني، بحق الله تعالى، فأين كان الله تعالى قبل أن ترف على وجه الماء روحه، وإلام صار بعد أن كانت على وجه الماء كما ترفرف الحمامة؟!.

وماذا بعد؟

( وقال الله: ليكن نور، فكان نور، ورأى الله النور أنه حسن)[10].

وبعدما خلق اليابسة، وجعل البحار والأشجار والعشب، يقول السفر: (ورأى الله ذلك أنه حسن) [11].

وتتكرر هذه العبارة عقب كل خلق يخلقه في كل يوم، إلى نهاية ما خلق في اليوم السادس: (ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً)[12].

ألم يكن الله يعلم سلفا حقيقة ما سيخلقه، وما سيكون عليه من الحسن أو القبح، أم أنه قام بتجربة ونجحت، فأعجب بها، ورآها ابتكاراً يسر الناظرين، وكان لا يتوقع ذلك؟! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-.

ثم يقول السفر:

( وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل، وبارك الله اليوم السابع وقدسه، لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقاً) [13].

فانظر كيف أن كاتب السفر – قبحه الله – يصور الله تعالى بصورة من يعتريه النصب، ويحل به التعب، فيحتاج إلى الراحة بعد أداء العمل، شأنه في ذلك شأن المخلوقين ذوي القدرة المحدودة، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرا.

ويتابع سفر التكوين – في معرض الحديث عن قصة آدم وحواء وأكلهما من الشجرة – قائلا:

( وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت؟)[14].

فهل الله تعالى يشبه خلقة (ماشياً في الجنة)، وهل علم الله قاصر وإحاطته بالكون محدودة، بحيث لا يرى إلا ما تقع عينه عليه، ولا يرى ما يتوارى عنه خلف شجرة أو نحوها؟ وهل يليق أن يكون هذا وصفاً للإله الخالق؟ حاشا لله.

ونرى سفر الخروج يكرس ويؤكد نفس الوصف في حق الله تعالى، حيث يصور كاتب السفر الله – تبارك وتعالى عما يقولون – بصورة من يجهل ملكه، ولا يعلم إلا ما يراه ويعلمه بأمارة، ولا يميز الأشياء إلا بعلامة، وذلك حدث – كما يزعم السفر – حين أراد الله أن يهلك جنود فرعون وأنصاره، حيث طلب من موسى أن يأمر بني إسرائيل بأن يذبحوا ذبائح، ويصيبوا أبواب دورهم، ويلطخوا أعتابها من دمائها، حتى يعرف الرب أنها بيوت بني إسرائيل فيتركها، ويجتاز إلى بيوت المصريين التي ليست لها هذه العلامة فيهلكها.

يقول السفر: (فإني أجتاز في أرض مصر هذه الليلة، وأضرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم، وأصنع أحكاما بكل آلهة المصريين، أنا الرب. ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها، فأرى الدم وأعبر عنكم، فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر)[15].

(فدعا موسى جميع شيوخ إسرائيل وقال لهم اسحبوا وخذوا لكم غنما بحسب عشائركم واذبحوا الفصح، وخذوا باقة زوفا، واغمسوها في الدم الذي في الطست، ومسّوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست، وأنتم لا يخرج أحد منكم من باب بيته حتى الصباح، فإن الرب يجتاز ليضرب المصريين، فحين يرى الدم على العتبة العليا والقائمتين يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب، فتحفظون هذا الأمر فريضة لك ولأولادك إلى الأبد)[16].

فهل كان الله بحاجة إلى علامة ليتمكن بواسطتها من تحديد أهدافه التي سيضربها؟! وكيف يكون إلها من كان كذلك؟!.

تعالى الله عما يصفون.

ويصور العهد القديم الله تعالى بصورة من يفعل الشيء دون تقدير سابق، ويقبل على صنع الأشياء دون روية وتأمل، ومن غير حساب العواقب والعياذ بالله من اعتقاد هذا.

فهو تعالى – حسب ما يذكر سفر التكوين – يندم على أنه خلق الإنسان!! (ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم، فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه، فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء لأني حزنت أني عملتهم)[17].

ويصور سفر الخروج الله تعالى بصورة الأحمق الذي يتسرع في اتخاذ القرار، ثم يندم عليه بعد ذلك، فيقول السفر:

(وقال الرب لموسى: رأيت هذا الشعب، وإذا هو شعب صلب الرقبة، فالآن اتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهم، فأصيرك شعبا عظيما، فتضرع موسى أمام الرب إلهه، وقال: لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة، لماذا يتكلم المصريون قائلين: أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال ويفنيهم عن وجه الأرض، ارجع عن حمو غضبك واندم على الشر بشعبك، اذكر إبراهيم وإسحاق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم: أكثر نسلكم كنجوم السماء، وأعطي نسلكم كل هذه الأرض، التي تكلمت عنها فيملكونها إلى الأبد. فندم الرب على الشر الذي قال أنه يفعله بشعبه)[18].

ويذكر سفر أيوب أن الشيطان جاء ذات يوم في وسط بني الله، ووقف أمام الرب، ودارت محاورة بينه وبين الرب، وأن الرب قال للشيطان عن أيوب إنه ليس في الأرض مثله لكماله واستقامته وتقواه، فأجاب الشيطان بأن هذا حدث من أيوب لما هو فيه من النعم، أما لو ابتلاه الرب وجرده من هذه النعم؛ فلسوف يكفر، فأراد الرب أن يثبت للشيطان أن أيوب كامل ومستقيم في كل الأحوال، فقام بتجريد أيوب من كل ماله، فلم ينسب أيوب لله جهالة[19].

ثم يذكر السفر أن الشيطان جاء مرة أخرى في وسط بني الله، وأخبره الرب بأن أيوب ليس مثله في الأرض أحد في تقواه وكماله واستقامته، وأن الشيطان حرض الرب وأهاجه واستثاره على أيوب، فابتلاه من غير داع، ولا لشيء إلا لتحريض الشيطان.

(فقال الرب للشيطان: هل جعلت قلبك على عبدي أيوب، لأنه ليس مثله في الأرض رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر، وإلى الآن هو متمسك بكماله، وقد هيجتني عليه لأبتلعه بلا سبب)[20].

ولكن الشيطان قال للرب: إنك لو ابتليته في جلده فلن يصبر.. إلى آخر ما جاء في السفر.

وهكذا يصور هذا السفر أن تصرفات الله -تعالى- ليست بقدر، وأنه إنما تصرف كرد على كلام الشيطان وتحريضه، وأنه ظلم أيوب إذ ابتلاه بدون سبب، وأنه -تعالى- كبعض البشر الذين لا يملكون أعصابهم، ويكون من السهل اللعب بعواطفهم، والتأثير على تصرفاتهم وأحكامهم بتهييجهم واستثارتهم، تعالى الله عما يقولون علواً كبيرًا.

وفي ذات الاتجاه، وهو تصوير الله تعالى بصورة من يفعل الشيء ثم يندم عليه، جاء في سفر صمويل الثاني: (فجعل الرب وبأً في إسرائيل من الصباح إلى الميعاد، فمات من الشعب من دانة إلى بئر سبع سبعون ألف رجل، وبسط الملاك يده على أورشليم ليهلكها، فندم الرب عن الشر، وقال للملاك المهلك الشعب: كفى الآن رد يدك)[21].

ووردت نصوص في سفر الخروج تنعت الله تعالى بالحلول والإقامة في مكان يحويه – تعالى الله عن ذلك – كما يحل الإنسان في مكان ويقيم فيه، وأنه كان يسير مع القوم، ينزل بنزولهم، ويرحل برحيلهم.

ومن ذلك:

( وكان الرب يسير أمامهم نهاراً في عمود سحاب ليهيدهم في الطريق، وليلا في عمود نار ليضيء لهم لكي يمشوا نهارا وليلا، لم يبرح عمود السحاب نهارا وعمود النار ليلا من أمام الشعب) [22].

( وكان عمود السحاب اإذا دخل موسى الخيمة ينزل ويقف عند باب الخيمة ويتكلم الرب مع موسى، فيرى جميع الشعب عمود السحاب واقفاً عند باب خيمته، ويكلم الرب موسى وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه)[23].

بل إن قصص العهد القديم ينسب لله تعالى أنه يأمر بالفحشاء والموبقات، والعياذ بالله.

ففي سفر هوشع: (أول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع: اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لأن الأرض قد زنت زنى تاركة الرب)[24].

وهكذا تبلغ النذالة بكاتب هذا السفر، فيتجرأ على نسبة هذا القبح لله تعالى، ولكن يبدوا أن اليهود أرادوا أن يبرروا مسلكهم اللاأخلاقي في العالم قديماً وحديثاً، فحاولوا أن يضفوا على أخلاقهم المنحطة صبغة شرعية، فكان أن افتروا على الله الكذب، فبئس ما يقولون.

ولقد كذَّب الله تعالى هؤلاء السفلة وأمثالهم في قوله سبحانه: ﴿ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 28].

فهل يعقل أن هذا الشرك، وتلك الخرافات المضحكة، والوثنيات الكافرة التي طفح بها العهد القديم؛ يكون مصدراً لقصص القرآن الكريم الذي لا يحوي إلا التنزيه المطلق لله رب العالمين؟؟!!.

ب- الاختلاف في الحديث عن الملائكة:

وقد جاء في قصص العهد القديم أن الملائكة يأكلون ويشربون، وأنهم يتغذون مثل ما يتغذى البشر، ففي سفر التكوين:

( وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار، فرفع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه، فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة، وسجد إلى الأرض، وقال: يا سيد إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك، ليؤخذ قليل ماء، واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة، فآخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون، لأنكم قد مررتم على عبدكم، فقالوا: هكذا تفعل كما تكلمت.

فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة، وقال: أسرعي بثلاث كيلات دقيقا سمينا اعجني واصنعي خبز ملة، ثم ركض إبراهيم إلى البقر وأخذ عجلا رخصا وجيدا وأعطاه للغلام فأسرع ليعمله، ثم أخذ زبدا ولبنا والعجل الذي عمله ووضعها قدامهم، وإذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة أكلوا) [25].

( فجاء الملاكان إلى سدوم مساء، وكان لوط جالسا في باب سدوم، فلما رآها لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه إلى الأرض، وقال: يا سيدي ميلا إلى بيت عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما، ثم تبكران وتذهبان في طريقكما، فقالا: لا بل في الساحة نبيت، فألح عليهما جداً، فمالا إليه ودخلا بيته، فصنع لهما ضيافة وخبز فطيرًا فأكلا)[26].

فالملائكة -كما يقرر السفر- أكلوا زبدا ولحما، وشربوا لبنا عند إبراهيم، وقدم لهم لوط فطيرا مخبوزا فأكلوا[27].

والقرآن الكريم يختلف مع العهد القديم في هذا الأمر، فليس فيه أن الملائكة يأكلون ويشربون، ويذكر القرآن أن نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين قدم إليهم ضيافته لم يمدوا أيديهم إلى طعام مما أحضره لهم، ولم يتذوقوا منه شيئا، وأن نبي الله لوطا عليه الصلاة والسلام لم يعرض عليهم أكلا ولا شربا.

قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ﴾ [هود].

وقال عز شأنه: ﴿ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ * وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ * قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ * قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ * قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴾ [هود: 77-81].

وجدير بالذكر أن العقيدة الإسلامية في الملائكة أنهم خلقوا من نور؛ فهم أجسام نورانية لا تأكل ولا تشرب، ولا تتناكح أو تتناسل، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون.

ج- قصص العهد القديم يحوي كثيراً من الأكاذيب والمتناقضات:

ويتفرد قصص القرآن الكريم بخلوه من التناقضات والأكاذيب والخرافات، وصدق القائل: ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ﴾ [آل عمران: 62].

والقائل جل شأنه: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111].

وأما قصص العهد القديم فعلى النقيض من ذلك، حيث يحتوي على كثير من الأكذوبات والمتناقضات، ويجمع منها ما يفوق الحصر.

ومن ذلك ما جاء في سفر التكوين:

( وأوصى الرب الإله آدم قائلا: من جميع شجر الجنة تأكل أكلا، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتا تموت)[28].

ثم جاء في الإصحاح التالي من نفس السفر:

(فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمارها وأكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل، فانفتحت أعينهما، وعلما أنهما عريانان، فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر)[29].

فانظر إلى هذا التناقض والكذب على الله تعالى؛ حيث أخبر آدم بأنه سيموت موتاً إذا أكل من الشجرة المنهي عنها، ثم إنه أكل منها هو وزوجه، فلم يموتا، فكيف أخلف الله وعيده، وكيف يناقض كلامه بعضه بعضا؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

وقد جاء في سفر التكوين أيضا أن الله تعالى غضب على الجنس البشري، لأن شر الإنسان قد كثر في الأرض، بل وحزن الله – تعالى عن ذلك – أنه عمل الانسان، وتأسف في قلبه، ومن أجل ذلك جعل أعمار البشر لا تزيد بعد ذلك على مائة وعشرين سنة.

يقول السفر: (فقال الرب: لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد، لزيغانه هو بشر وتكون أيامه مئة وعشرين سنة)[30].

ولكن هذا لم يحدث، بل الذي حدث هو النقيض، فكثير من البشر بعد ذلك عاشوا وزادت أعمارهم عن مئة وعشرين عاما، – بحسب ما ذكر العهد القديم -.

فقد ذكر سفر التكوين نفسه أن سام بن نوح عاش خمسمائة سنة، وأن أرفكشاذ بن سام عاش أربعمائة وثلاث سنين، وكذلك شالح ابنه، وأن عابر بن شالح عاش أربعمئة وثلاثين سنة، وأن فالج بن عابر عاش مئتين وتسع سنين، وأن رعو بن فالج عاش مئتين وسبع سنين، وأن سروج بن رعو عاش مائتي سنة، وأن تارح بن ناحور بن سروج كانت أيامه مائتين وخمس سنين[31].

وهناك غيرهم ذكر العهد القديم بعد ذلك أن آجالهم أربت على المائة والعشرين عاما.

هذا، وقد ذكر الإمام ابن حزم – رحمه الله – كثيراً من المتناقصات الظاهرة والأكاذيب الواضحة في العهد القديم، أثبتت – دون تكلف – أن ما بأيدي القوم من كتب يزعمون نسبتها إلى الوحي، قد غشيها التحريف، واكتنفها البطلان من كل جانب [32].

وكذلك ذكر العلامة الشيخ “رحمت الله الهندي” كثيرا من الأغلاط والتناقضات والتحريفات التي وقعت في العهدين القديم والجديد، وذلك في فصول عديدة من كتابه القيم (إظهار الحق)[33].

وننقل عنه هنا بعضاً مما ذكره في هذا الصدد، فيما يلي:

1- الآية الثالثة عشر من الإصحاح الرابع والعشرين من سفر صمويل الثاني هكذا: (وأتى جاد إلى داود وأخبره قائلا: إما أن يكون سبع سنين جوعا لك في أرضك).. إلخ، وفي الآية الثانية عشرة من الإصحاح الحادي والعشرين من السفر الأول من أخبار الأيام هكذا: (إما ثلاث سنين جوعا) إلى آخره، ففي الأول سبع سنين، وفي الثاني ثلاث سنين، وقد أقر مفسروهم أن الأول غلط [34].

2- صرح في الإصحاحين الخامس والسادس من سفر صموئيل الثاني أن داود عليه السلام جاء بتابوت الله بعد محاربة الفلسطينيين، وصرح في الإصحاحين الثالث عشر والرابع عشر من السفر الأول من أخبار الأيام أنه جاء بالتابوت قبل محاربتهم، والحادثة واحدة كما لا يخفى على ناظر الإصحاحات المذكورة فيكون أحدهما غلطا[35].

3- وقع في الآية التاسعة من الإصحاح الرابع والعشرين من سفر صمويل الثاني: (بنو إسرائيل كانوا ثمانمائة ألف رجل شجاع، وبنو يهودا خمسمائة ألف رجل شجاع)، وفي الآية الخامسة من الإصحاح الحادي والعشرين من سفر الملوك الأول: (فبنو إسرائيل كانوا ألف رجل شجاع، ويهودا كانوا أربعمائة ألف وسبعين ألف رجل شجاع)[36].

4- الآية الخامسة من الإصحاح السابع من السفر الأول من أخبار الأيام هكذا: (بنو بنيامين: بالع، وباكر، وبد يعيئيل ثلاثة أشخاص)، وفي الإصحاح الثامن من السفر المذكور هكذا: (ولد بنيامين ولده الأكبر بالع، والثاني إشبيل، والثالث أخرخ، والرابع نوحه، والخامس رافا) وفي الآية الحادية والعشرين من الإصحاح السادس والأربعين من سفر التكوين هكذا (نسخة سنة 1848م): (بنو بنيامين: بالع، وباكر، وإشبيل، وجيرا، ونعمان، وإيحي، وروش، ومفيم، وحفيم، وأرد)، ففي العبارات الثلاث اختلاف من وجهين، الأول: في الأسماء، والثاني: في العدد، حيث يفهم من الأولى أن أبناء بنيامين ثلاثة، ويفهم من الثانية أنهم خمسة، ويفهم من الثالثة أنهم عشرة[37].

د- الاختلاف في الحديث عن الأنبياء من حيث العصمة:

ومن أوجه الاختلاف البارزة بين قصص الأنبياء في كل من القرآن الكريم والعهد القديم – إضافة إلى ما سبق -؛ أن العهد القديم يتحدث عن الأنبياء من منطلق أنهم غير معصومين، شأنهم شأن عامة الناس وأراذلهم، ومن ثم يجوز في حقهم بل وينسب إليهم فعل المعاصي والمنكرات، ويفصهم بأوصاف لا تليق بقدرهم؛ حيث إنهم صفوة الله من خلقه، وأمناء وحيه تعالى إلى البشر، كما ينعتهم بالقبائح، وينسب إليهم المساوئ والشناعات والمعاصي والمحرمات التي لا تليق بإنسان محترم وقور، فضلا عن نبي مرسل معصوم.

أما قصص القرآن وحديثه عن الأنبياء، فإنه حديث وقور، من منطلق أن الأنبياء صلوات الله عليهم وتسليماته قد عصم الله تعالى ظواهرهم وبواطنهم من ارتكاب محظور يخالف الشرع، أو الوقوع في محرم يغضب الرب سبحانه وتعالى، ومن ثم فإنه يتحدث عنهم ويذكرهم بما يليق بهم من العصمة والتبجيل، ولا ينسب إليهم إلا الكريم من الفعال، والمباح من الأعمال.

وها هي ذي بعض الأمثلة على ما ذكرنا من مسلك العهد القديم:

1- ينسب سفر التكوين إلى نوح عليهم السلام أنه شرب الخمر، وسكر وتعرى، وهزئ به بعض أبنائه، فقد جاء فيه:

( وابتدأ نوح يكون فلاحا وغرس كرما، وشرب من الخمر، فسكر وتعرى داخل خبائه، فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجا )… إلخ[38].

2- وينسب سفر التكوين أيضا إلى إبراهيم عليه السلام الكذب ويصوره بصورة من تجرد من الغيرة على عرضه، وصار يتاجر بزوجته، ويتكسب من ورائها دون التفات إلى ضرورة صيانة كرامته وكرامتها، ليصيب عرضا حقيرا من الدنيا وحطامها الفاني، حيث اتفق مع امرأته سارة على أن يقول للناس عنها: أنها أخته وأن تقول عنه أنه أخوها، وأن يكون هذا الكذب سلوكا مستمرا لهما كلما دخلا بلداً، ليحصل له بذلك منفعة مادية كبيرة.

يقول السفر على لسان إبراهيم

(وحدث لما أتاهني الله من بيت أبي أني قلت لها: هذا معروفك الذي تصنعين إلي، في كل مكان نأتي إليه قولي عني: هو أخي)[39].

ويذكر السفر أنهما نفذا هذا النهج الدنيء مرتين:

(فحدث جوع في الأرض فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك؛ لأن الجوع في الأرض كان شديداً، وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لساراي امرأته: إني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر، فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون: هذه امرأته فيقتلونني ويستبقونك، قولي: أنك أختي ليكون لي خير بسببك، وتحيا نفسي من أجلك.

فحدث لما دخل أبرام إلى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جدا، ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون، فصنع إلى أبرام خيرا بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال، فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة أبرام، فدعا فرعون أبرام وقال: ما هذا الذي صنعت بي؟ لماذا لم تخبرني أنها امرأتك؟ لماذا قلت: هي أختي حتى أخذتها لي لتكون زوجتي؟ والآن هو ذا امرأتك، خذها واذهب فأوصى عليه رجالاً فشيعوه وامرأته وكل ما كان له)[40].

ثم يتكرر هذا مع إبراهيم وزوجته، فيتصرفان نفس التصرف والسلوك – كما يذكر السفر – مع أبيمالك، ملك جرار[41].

3- وأيضا ينسب سفر التكوين إلى لوط أنه زنى – حاشاه – بابنتيه، بعد أن سقتاه خمرًا، حيث ظنتا أن الأرض قد خلت ممن تستبقيان منه نسلاً.

يقول السفر: (وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل، وابنتاه معه؛ لأنه خاف أن يسكن في صوغر، فيسكن في المغارة هو وابنتاه، وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل، ليدخل علينا كعادة كل الأرض، هلم نسقي أبانا خمراً ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلاً، فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي، نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعي معه، فنحيي من أبينا نسلاً، فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا، وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما، فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب، وهو أبو الموآبيين إلى اليوم، والصغيرة أيضا ولدت ابنًا ودعت اسمه بن عمي، وهو أبو بني عمون إلى اليوم[42].

فكيف يطلق الله نبيه ويتركه ليواقع ابنتيه واحده بعد الأخرى؟

إن هذه لفضائح وسوءات لم يستح كاتب السفر – قبحه الله – من تسطيرها، ولم يخجل اليهود والنصارى من تصديقها.. ونحن المسلمين نقول: سبحانك هذا بهتان عظيم.

4- ويصور سفر الخروج النبي هارون عليه السلام بصورة الرجل الذي خان رسالة ربه التي أرسله بها، وتنكر لمبادئها التي يدعو إليها، حيث ينسب إليه عليه السلام أنه أعان بني إسرائيل على الإشراك بالله، ويسر لهم عبادة غيره سبحانه، بأن صنع لهم عجلاً ليتخذوه إلها معبودا من دون الله رب العالمين.

يقول السفر: (ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا لأن هذا الرجل موسى الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه، فقال لهم هارون: انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبناتكم وائتوني بها، فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهن، وأتوا بها إلى هارون، فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالأزميل وصنعه عجلا مسبوكاً، فقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر… إلخ)[43].

بينما يصرح القرآن بأن السامري هو الذي صنع العجل لبني إسرائيل، وأن هارون بريء من هذه الفعلة، فيقول تعالى: ﴿ قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ * فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ * أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا * وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي * قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ﴾ [سورة طه].

5- وينسب سفر صمويل الثاني إلى داود عليه السلام أنه رأى امرأة تستحم في قعر دارها ففتن بها، وشغفته حباً، وكانت زوجة لأحد جنوده يسمى أوريا الحثي، فزنى بها داود وتخلص من زوجها بالقتل، وأن فعله هذا قبح في عيني الرب فعنفه على ذلك وتوعده… إلخ.

يقول النص: وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم. وكانت المرأة جميلة المنظر جداً، فأرسل داود وسأل عن المرأة، فقال واحد: أليست هذه بثشبع بنت أليعام امرأة أوريا الحثي؟ فأرسل داود رسلا، وأخذها فدخلت إليه، فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها، وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت: إني حبلى، فأرسل داود إلى يوآب يقول: أرسل إلي أوريا الحثي فأرسل يوآب أوريا إلى داود، فأتى أوريا إليه، فسأل داود عن سلامة يوآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب، وقال داود لأوريا: انزل إلى بيتك واغسل رجليك، فخرج أوريا من بيت الملك وخرجت وراءه حصة من عند الملك، ونام أوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده، ولم ينزل إلى بيته، فأخبروا داود قائلين: لم ينزل أوريا إلى بيته، فقال داود لأوريا: أما جئت من السفر، فلماذا لم تنزل إلى بيتك؟ فقال أوريا لداود: إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام وسيدي يوآب وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء، وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب واضطجع مع امرأتي؟ وحياتك وحياة نفسك لا أفعل هذا الأمر، فقال داود لأوريا: أقم هنا اليوم أيضا وغدا أطلقك، فأقام أوريا في أورشليم ذلك اليوم وغده، ودعاه داود فأكل أمامه وشرب وأسكره، وخرج عند المساء ليضطجع في مضطجعه مع عبيد سيده وإلى بيته لم ينزل.

وفي الصباح كتب داود مكتوبا إلى يوآب وأرسله بيد أوريا، وكتب في المكتوب يقول: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت، وكان في محاصرة يوآب المدينة أنه جعل أوريا في الموضع الذي علم أن رجال البأس فيه. فخرج رجال المدينة، وحاربوا يوآب، فسقط بعض الشعب من عبيد داود ومات أوريا الحثي أيضا، فأرسل يوآب وأخبر داود بجميع أمور الحرب، وأوصى الرسول قائلا: عندما تفرغ من الكلام مع الملك عن جميع أمور الحرب، فإن اشتعل غضب الملك، وقال لك: لماذا دنوتم من المدينة للقتال، أما عملتم أنهم يرمون من على السور؟ من قتل أبيمالك بن بربوشت؟ ألم ترمه امرأة بقعة رحى من على السور فمات في تاباص؟ لماذا دنوتم من السور؟ فقل: قد مات عبدك أوريا الحثي أيضا.

فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات أوريا رجلها ندبت بعلها، ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته، وصارت له امرأة، وولدت له ابنا، وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب)[44].

5- وينسب العهد القديم إلى سليمان عليه السلام أنه خالف أمر الله بأن تزوج بنساء مشركات من الأمم التي نهى الله عن تزويجهن أو التزوج منهم، وليس هذا فحسب، بل إن هؤلاء النسوة المشركات قد أملن قلبه إلى آلهتهن، فكان بذلك فاعلا للشر في عيني الرب، ناقضا للعهد مع الله، على ما يزعم العهد القديم وها هو ذا النص:

( وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون؛ موآبيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحيثيات. من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني اسرائيل: لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم، فالتصق سليمان وراء هؤلاء بالمحبة، وكانت له سبعمائة من النساء السيدات وثلاثمائة من السراري، فأمالت نساؤه قلبه، وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى، ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه، فذهب سليمان وراء عشتورت إلهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين. وعمل سليمان الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تماما كداود أبيه)[45].

وهكذا تبدو لنا ملامح صورة الأنبياء في العهد القديم، فنرى لهم – عليهم صلوات الله وتسليماته – صورة تعلوها غبرة، وتكتنفها المهانة، وسيرتهم تلطخها الشناعات، وتملؤها المعاصي والانحرافات، وتلفها القبائح والمنكرات الموبقات.

أما الصورة التي يرسمها لهم القران فهي على عكس ما في العهد القديم تماماً، حيث نرى صورة في القرآن وضاءة مشرقة، وسيرة حميدة طيبة.

وحديث القرآن المفصل عن الأنبياء والمرسلين يسير في اتجاه تقديرهم وإجلالهم، ولا غرو؛ فهم صفوة البشر، وآذان الخير التي تلقت هدى الوحي إلى الخلق.

فسبحان الله القائل: ﴿ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ﴾ [سورة ص: 47].

أما بعد… فهذه بعض أوجه التباين والاختلاف بين قصص الأنبياء في القرآن الكريم، وفي العهد القديم.

وهذا القدر الذي ذكرنا يقطع بما لا يدع مجالا للريب بأن العهد القديم لم يكن أبدا مصدرا للقصص في القرآن الكريم، وأن القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان تلميذًا نابها للعهد القديم؛ زعم باطل ومتهافت..

فهل بعد هذا لا يزال يصر المستشرقون على زعمهم بأن قصص القران الكريم مأخوذ من العهد القديم؟!.

﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾ [الكهف: 5].

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك

[1] يراجع تفصيل هذا في كتاب: الاستشراق والقران الكريم، د. محمد خليفة، ترجمة مروان عبدالصبور شاهين، ص37 وما بعدها، دار الاعتصام – القاهرة، ط الأولى 1414هــ 1994م، وكذلك البحث القيم: مدخل إلى القرآن الكريم، للأستاذ الكبير الدكتور/ محمد عبدالله دراز، وخاصة الباب الثالث، ص 125 وما بعدها، ترجمة محمد عبد العظيم علي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية 1990م.

[2] كتاب يجب وقفه، صلاح منتصر، جريدة الأهرام مرجع سابق)، نقلاً عن كتاب محمد) لــ”مكسيم رودنسون”، ص 151.

[3] الاستشراق والخلفية الفكرية، ص 102 نقلاً عن: المستشرقون والإسلام، د/ إبراهيم اللبان ص44-45.

[4] تكوين 1/ 1-5.

[5] السابق 2/1-3.

[6] تكوين 1/ 26-27.

[7] هوشع 1 /2-5.

[8] قد يوجد تشابه في بعض الأحداث في بعض القصص التي ورد ذكرها في كل من القرآن الكريم والعهد القديم، ولكن هذا التشابه ليس دليلا على الاقتباس، لأن هناك اختلافات في الجوهر بشكل عام – كما سنشير الآن – وإنما هذا التشابه مرده إلى وجود بقايا من الوحي كتبها كتَّاب العهد القديم في عصور مختلفة، غير أن هذه القلة القلية توارت خلف ركام الباطل، وتلاشت في ثنايا موجات التحريف، كما تتلاشى قطرات الماء العذب الفرات في وسط البحر الملح الأجاج، ولم يبق لدى القوم من الوحي إلا رسوم وأشكال مملوءة بالزور والأباطيل.

[9] تكوين 1/ 1-2.

[10] السابق / 3-4.

[11] سفر التكوين، الإصحاح 12.

[12] السابق، الإصحاح 31.

[13] تكوين 2/ 1-3.

[14] تكوين 3/ 8-9.

[15] خروج 12/ 12-13.

[16] السابق/ 21-24.

[17] تكوين 6/5-7.

[18] خروج 32/9-14.

[19] راجع الإصحاح الأول من سفر أيوب 6-22.

[20] أيوب 2/ 3.

[21] صمويل الثاني 24/15-16.

[22] خروج 13/ 21-22.

[23] السابق 33/9-11.

[24] هوشع 1/ 2.

[25] تكوين 18/1- 8.

[26] تكوين 19/1- 3.

[27] هل يعلم المستشرقون – وخاصة النصارى منهم – انه جاء في العهد الجديد ما يخالف العهد القديم في هذا الأمر؟ فقد ورد في الإنجيل أن الناس في الجنة مثل الملائكة، حيث يقول النص: فأجاب يسوع وقال لهم [أي لقوم من الصدوقيين]: أليس لهذا تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله، لأنهم متى قاموا من الأموات لا يزوجون ولا يزوجون بل يكونون كملائكة في السماوات) مرقس 12/ 24- 26).

فبأي شيء يؤمنون؟ هل يؤمنون بأن الملائكة كالبشر – كما في العهد القديم – أم يؤمنون بأنهم ليسوا كالبشر – كما في العهد الجديد -؟!.

[28] تكوين 2/ 16-17.

[29] تكوين 3/ 6-7.

[30] الإصحاح 6/3.

[31] يراجع: الإصحاح الحادي عشر 10 -32.

[32] يراجع: الفصل في الملل والأهواء والنحل، لابن حزم 1/ 138 وما بعدها، دار الكتب العلمية، بيروت، ط الأولى 1416هــ 1996م.

[33] يراجع إظهار الحق، ج 1 ص 133 وما بعدها، ومواضع متفرقة من الكتاب، تحقيق د. أحمد حجازي السقا، دار التراث العربي، القاهرة، ط الثانية 1406هــ 1986م.

[34] إظهار الحق 1/ 134.

[35] السابق 1/ 135.

[36] إظهار الحق 1/ 134.

[37] السابق 1/ 271.

[38] الإصحاح التاسع /20-22.

[39] الإصحاح العشرون /13.

[40] الإصحاح 12/ 10-20.

[41] راجع الإصحاح 20/ 1-18.

[42] تكوين 19/ 27- 30.

[43] خروج 32/ 1- 6.

[44] الإصحاح الحادي عشر 2- 26، وانظر: الإصحاح الثاني عشر 9- 12.

[45] سفر الملوك الأول. إصحاح 11/ 61.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/102908/#ixzz629X8ffEg