الرد الوجيز لهدم التنصير والتكريز (4)

الحمد لله الكريم المنان، ذي الفضل والطول والإحسان، الذي منَّ علينا بالإيمان، وفضَّل ديننا على سائر الأديان، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه العدنان، وآله وصحبه ومَن تبِعهم بإحسان.

أما بعدُ:

فنستكمل بحول الله ومدده هذه السلسلة المباركة، وسيكون هذا الجزء من البحث بعنوان: “متى كان يسوع إلهًا؟”.

يعتقد النصارى أن يسوع هو الإله، لكن لو تتبَّعنا حياة يسوع منذ ولادته وبعد التمجد والرفع، لن نجد أنه كان إلهًا على الأرض، ولا حينما صعد إلى السماء، ولا بعد تمجُّده إلى السماء، وسنثبت هذا من كتاب النصارى الذي بين أيديهم، الذي يزعمون أنه (الكتاب المقدس).

1- يسوع لم يكن إلهًا وهو على الأرض:

• جاء في إنجيل يوحنا (8 40): «وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ»، فانظروا يا عقلاء بني آدم كيف أن يسوع يصرح بأنه إنسان! ولم يقل بأنه إله! وهذا في كتابهم، ولكن على أبصارهم غشاوة.

2- ولم يكن إلهًا عند صعوده إلى السماء:

• في إنجيل يوحنا (20 17): «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ»، وتأملوا كيف أن يسوع يقول: إن له إلهًا سيصعد إليه، ولم يقل أنه هو الإله.

3- وحتى بعد تمجده كما يزعم النصارى لم يكن إلهًا:

• في رؤيا يوحنا (3 12): «مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلهِي، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ».

جاء هذا النص بعد تمجُّد يسوع وصعوده إلى السماء، ويقول فيه: إلهي، فهل الإله له إله؟! بل إن الناظر في (الكتاب المقدس) هذا يجد أن نصوصه تثبت أن المسيح – عليه السلام – نبي من عند الله – عز وجل – وإليكم بعض النصوص الدالة على ذلك:

• في إنجيل لوقا (7 16): «فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ، وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».

• وفي إنجيل يوحنا (4 19): « قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!».

• وفي إنجيل متى (21 11): «فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».

• وفي إنجيل لوقا (24 18): «فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ؟ » 19، فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟»، فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ».

هذا النص يثبت أن يسوع نبي على لسان أحد تلامذته، فلماذا لم يقل هذا التلميذ (كليوباس) أن يسوع إله؟! فـ(كليوباس) تلميذ يسوع يقول نبي وفي مجمع نيقية قرروا أن يسوع إله، أنصدق تلميذ يسوع أم نصدق أناس لم يروا يسوع ولم يشاهدوه؟! فها هو كتاب النصارى ناطق بنبوة المسيح – عليه السلام – ولكن النصارى صمٌّ بكمٌ عميٌ، فهلاَّ رجعنا إلى الحق المبين!

ولقد قال ربنا – عز وجل – في حق عبده ورسوله المسيح – عليه السلام -: ﴿ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [المائدة: 75].

هذا ما يسر به الله – سبحانه وتعالى – ونسأله – جل شأنه – أن يوفقنا لمرضاته، فهو الهادي إلى سواء السبيل وهو نعم المولى ونعم النصير.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.

المصدر: المختار الإسلامي

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/spotlight/0/69797/#ixzz6U8yPxmVI