الرد الوجيز لهدم التنصير والتكريز (2)

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على عباده الذين اصطفى، لا سيما المصطفى، صلى الله عليه وعلى آله ومن اقتفى.

أمَّا بعدُ:

قال الله – عز وجل -: ﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 55]، فنحن نسعى جاهدين بفضل رب العالمين في كشْف عوار مخططات التنصير، وهذا لأجل ما انتشر من ظاهرة التنصير والتبشير التي استفحلت في ديار المسلمين، وصارت هناك عصابات للتنصير منتشرة في جميع أرجاء المعمورة، حتى إن هؤلاء الخزايا صاروا يعملون على تنصير الأطفال الصغار في المدارس الابتدائية والإعدادية، ويتعرضون أيضًا للمسلمين في الأسواق والمجامع، وهدفهم تشكيك المسلم في عقيدته وثوابت دينه، والطعن في الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – مستغلين بذلك جهل بعض المسلمين بدينهم، وجهل المسلمين أيضًا بكتاب النصارى المسمى زعمًا (الكتاب المقدس)، وفي هذا المبحث فصول اخترت منها: “هل ادعى المسيح الألوهية؟”، كما يدعى النصارى أن المسيح هو الرب.

هذه مقارنة من الكتاب المزعوم القداسة بين الله – عز وجل – وبين يسوع معبود النصارى:

1- القدرة: الله قادر: جاء في إنجيل مرقص (10-27) ” كل شيء مستطاع عند الله”، * يسوع غير قادر: جاء في إنجيل يوحنا (5 30): ” أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا”.

2- الموت: الله لا يموت: في سفر التثنية (40: 32): “حي أنا إلى الأبد “، وفي حزقيال (18 3): “حي أنا يقول السيد الرب”، * يسوع مات: في إنجيل يوحنا (19 30): “فلما أخذ يسوع الخل، قال: قد أكمل، ونكس رأسه، وأسلم الروح”.

3- الله ليس إنسانًا: الله ليس إنسانًا؛ حزقيال (28 9): “هل تقول قولاً أمام قاتلك، أنا إله، وأنت إنسان، لا إله في يد طاعنك”.

وفي هوشع (11 9): “لأني الله ليس إنسانًا”، وفي سفر العدد (23 19): “ليس الله إنسانًا فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم”، * يسوع إنسان: يوحنا (8 40): “أنا إنسان قد كلمكم بالحق”، وفي أعمال الرسل (2 22): “أيها الرجال الإسرائيليون، اسمعوا هذه الأقوال، يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات، صنعها الله بيده في وسطكم، كما أنتم أيضًا تعلمون”.

4- العلم: الله يعلم كل شيء: صمويل الأول: (2 3): “الرب إله عليم”؛ * يسوع غير عليم: مرقص (13 32): “وأما ذلك اليوم وتلك الساعة، فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب”.

فكما عندهم في النص يسوع لا يعلم موعد القيامة؛ لأنه ليس الله؛ لأن الله هو الوحيد الذي يعرف الميعاد، فبعد هذا كله كيف يكون يسوع إلهًا.

وترى من هذه التناقضات في هذا الكتاب المزعوم القداسة الشيء الكثير؛ لأنه كتاب من وضع البشر، وهناك نصوص عندهم تشهد بأن الكتاب مؤلَّف من قِبَل البشر؛ منها: جاء في إنجيل لوقا (11: 4): “إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخُدامًا للكلمة، رأيت أنا أيضًا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق – أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس؛ لتعرف صحة الكلام الذي علمت به”.

فهذا النص أول ما كتب في إنجيل لوقا، وهو يقول: إنه رأى أن يكتب إلى ثاوفيلس، ولم يذكر أن الله أوحى إليه أو أي شيء يثبت قدسية هذا الكلام، بل الذي نفهمه أنها قصة كتبها لوقا إلى ثاوفيلس.

وبهذا يظهر أن الكتاب الذي بين أيدي النصارى الآن ليس كتابًا من عند الله – عز وجل.

ولعنا نتعرض لبحوث أخرى تكشف عوارهم، والله – سبحانه – الموفق للخير.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.

المصدر: موقع المختار الإسلامي