أشار القرآن الكريم إلى مصدر المني في جسم الإنسان إشارة لم يفهمها الأقدمون، إلى أن قدمت المعارف الطبية الحديثة بيانا شافيا لها، جاء في الذكر الحكيم:

)فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ([الطارق: 5-7](1).

وبيان ذلك أن الخصيتين (وكذلك مبيضا الأنثى) تنشآن في الجنين بين الخلايا الغضروفية المكونة لعظام العمود الفقري أي “الصلب”، وتلك المكونة للصدر “الترائب” (انظر: تطور الجنين)، وذلك قبل نزول الخصيتين إلى موضعهما المعتاد في الشهر السابع، وتظل الخصيتان تستمدان الماء والغذاء من الشريان المغذي لهما، المتفرع من الشريان الأورطى بحذاء الشريان الكلوي، كما يتحكم في نشاطهما: العصب الصدري العاشر الذي ينبع من النخاع بين الضلع العاشر والحادي عشر، وقد فسر الأقدمون “الصلب والترائب” خطأ على أنها صلب الرجل وترائب المرأة، ولو كان الأمر كذلك لكان التعبير: “من الصلب ومن الترائب” وليس “من بين الصلب والترائب”.

 

___________________________

(1) الصلب فقار الظهر (الوسيط)، وكل شيء من الظهر فيه فقار فذلك الصلب (اللسان)، والترائب عظام الصدر مما يلي الترقوتين (الوسيط)، الدراسات الجنينية الحديثة أن نواة الجهاز التناسلي والجهاز البولي في الجنين تظهر بين الخلايا الغضروفية المكونة لعظام العمود الفقري وتلك المكونة لعظام الصدر، وتبقى الكلى في مكانها وتنزل الخصية إلى مكانها الطبيعي في الصفن عند الولادة. . . الشريان الذي يغذيها بالدم. . . كما أن العصب الذي ينقل الإحساس إليها يساعدها على إنتاج الحيوانات المنوية وما يصاحبها من سوائل. . . وواضح من ذلك أن الأعضاء التناسلية وما يغذيها من أعصاب وأوعية دموية تنشأ في موضع في الجسم بين الصلب والترائب (المنتخب).