أشاد الله ورسوله في القرآن والحديث بفوائد عسل النحل، فإلى جانب سهولة تمثيله وامتصاص سكرياته، ثبت تجريبيا قضاؤه على الكثير من الجراثيم بفضل ما به من مضادات حيوية تفرزها النحلة الشغالة، كما يستخدم في مجالات تعقيم الجروح من التقيح – والتي يساعد العسل أيضا على سرعة التئامها، وفي شفاء التهابات الأنف والحنجرة، وقد اكتشف مؤخرا أنه المادة الوحيدة في الطبيعة التي يتوافر بها عقار الأنترفرون المضاد للنمو السرطاني، كما لوحظ أنه يساعد – بإذن الله – على مقاومة أعراض الشيخوخة، وأكثر من يطلق عليهم المعمرون يواظبون على تناوله، كما تتضح فوائده يوما بعد يوم لمرضى القلب والكبد وقرحة المعدة والحمى الروماتزمية والتيفود، وفي مقاومة التسمم الخارجي والداخلي، كما أن له تأثيرا مساعدا لتخفيف أعراض الاكتئاب والأمراض النفسية وضيق التنفس؛ وكذلك لجلب النوم الهادئ، كما يستخدم في علاج بعض الأمراض الجلدية كالأرتكاريا والأكزيما، حتى ظهرت مراجع متخصصة تتناول فوائد وأوجه العلاج بعسل النحل كتبها مؤلفون غير مسلمين (تضاف إلى العديد من كتابات العلماء المسلمين) مثل:

       “عسل النحل”، تأليف إيفاكرين، طبع هاينمان، 1975.

       “العلاج بعسل النحل”، تأليف د.ن.يويريش، ترجمة محمد الحلوجي.

وصدق تعالى في قوله:

 )وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ* ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ([النحل: 68، 69](1).

     وصدق الرسول الكريم في حديثه:

 *(عن أبي سعيدٍ أنَّ رَجُلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَه، فقال: اسْقِهِ عَسَلاً، ثم أَتَى الثانِيَةَ فقال: اسْقِهِ عَسَلاً، ثم أتاهُ الثالِثَةَ فقال: اسْقِهِ عَسَلاً، ثم أتاهُ فقال: قَدْ فَعَلْتُ، فقال: صَدَقَ اللهُ وكَذَبَ بَطْنُ أَخيكَ اسْقِهِ عَسَلاً، فَسَقاهُ فَبَرَأ) (البخاري ومسلم).

*(إِنْ كانَ في شيءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوافِقُ الدَّاءَ وما أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِي) (البخاري ومسلم).

______________________________

(1) العسل مفيد في كثير من الأمراض ويعطي بطريق الحقن والفم والشرج بصفته مقويا. . .  وضد التسمم من مختلف المعادن، وضد التسمم الناشيء من أمراض الأعضاء، مثل التسمم البولي والصفراء وغيرها، وبه نسبة عالية من الفيتامينات وخاصة ب المركب (المنتخب)، في قوله شفاء دال على بعض دون بعض جائز هذا حتى يضم إليه بعض الأدوية أو العقاقير الأخرى، أما مع النية أي أن يشرب بنية الشفاء من المؤمن فإنه شفاء من كل داء وبدون ضميمة أي شيء آخر له (أيسر التفاسير).