وانشر اليهودي يشبه الناس خلقاً لا خُلُقاً، ولا ريب في أن انفراده هذا كوّن منه إنساناً – أو مخلوقاً – ينفرد بصفات هي أمراض كلما مرت الدهور وكرت العصور تضاعفت قوتها وطغى شرها، أمراض كثيرة حسبنا الآن منها:

1 – مرض الجشع:
لليهود أسلوب يستحيل على سواهم إتقانه، فقد كانوا سبياً ببابل منذ 26 قرناً، فزعموا للملك أن خيرات الأرض والزروع والثمار والأمطار ومَوْر الرياح لا يهبها الله لأي إنسان إلا ببركتهم إذ هم شجرة الورد والأمم إلى جانبها أشواك، والأرض ومن عليها لهم.
ولذا عليهم أن ينتزعوها ويبيدوا الشعوب التي تجرّأت على اختلاس ما ليس لها، ليضعوا أيديهم على زمام ومقادير العالم ويصرّفوا سياسته عملاً بما خطط العهد القديم الذي رشحهم لهذا بقوله:
“ينزلون نقمتهم بالأمم وتأديباتهم بالشعوب ويأسرون ملوكهم واشرافها بأغلال من حديد وينفذون فيهم الحكم المطلوب”[1].
وحيث أن العالم كله يعيش بمال وأرض اليهود فسرقة مال أي شخص من الأمميين (وهم كل من ليس يهودياً) واجبة، واعادة اللقطة له محرّمة، وحبه جريمة وإبادته عبادة.

على هذه النظرية التي ألحقوها بكتبهم وشرحوها بتلمودهم وخيلوا للعامّة وحياً غير مكتوب، أقام فيلسوفهم (موسى بن ميمون) تفاسيره فرأى الزنا محرماً لكن باليهودية والسرقة محرمة لكن من اليهودي… قياساً على الوحي الذي أباح الربا من سوى اليهودي وحرّمه من اليهودي[2].
إله إسرائيل – كما صوّروه بعهدهم وتلمودهم – يحتكر الذهب والفضة ويأنس بالدم، وهو (طبعاً) قدوة شعبه المختار المتحفز المتربص الحريص على اغتيال الناس بكل ظفر وناب، المصمم على إبادة جميع العالم – وفي مقدمتهم المصريون – حرصاً على استمراره وسيادته وبعثاً لعفريت الأنانية الذي قبع في وسطه قروناً وأخذ الآن يحاول الانطلاق مجسّداً.
إله إسرائيل في الوحي الذي ألصقوه به، كوّن منهم أذكياء وعباقرة لكن في انتزاع لقمة الخبز اليابسة من أفواه البائسين، إذ الأمم جمادات غير جديرة بالتملّك.
إن جميع الأمم ترى الزهد بما في أيدي الناس فضيلة والكف عن ضررهم ديناً، أما اليهودي فيرى سلبهم واجباً وزلفى[3].
ولئن أطلق العهد القديم على الأمم – جميع الأمم سوى اليهود – كلمة (حيوانات) فقد أضاف التلموديون لهذا الاطلاق اجتهاداً جديداً هو كلمة (شيء) أي جمادات لأن الحيوان يحس ويتألم ويشعر وقد يدجنه صاحبه ويستلزم العطف.
أما سوى اليهود فلم يبلغوا درجته إذ هم حجارة تحطمها الذرّية المختارة وحطب تحرقه وحديد تصهره.

ألا يا مساكين!
يا من كنتم في العهد القديم حيوانات فأصبحتم بالتلمود أشياء، لا تظنوا أن هذا منهاج تيودور هرتزل صاحب كتاب (الدولة اليهودية)، ولا منهاج الصهيونية التي يكذب عليكم المسممون ويزعمون أنها شيء واليهودية شيء آخر، بل منهاج العهد القديم نفسه، إذ هو فاتح باب استعباد الأمم.
لا خداع بعد اليوم، إن الصهيونية هي يهودية العهد القديم نفسها، إذ هو جذور ما ترون من لؤم، أما ساقه وأغصانه فالتلمود والصهيونية والبروتوكولات وأما ثماره فما تشاهدون.
الا، لقد فاتكم – إلا أفراداً – إن القوم ما زالوا يبالغون بالتحالف مع الشيطان حتى أصبحوا حزبه، إذ حظه من الأمم مجموعها ومنهم جميعهم مع التفاوت إذ (منهم أمة مقتصدة) أي أقل لؤماً من سواها.
الا، تعلموا أصول الفقه من التلمود، إذ يرى الأيمان الكاذبة لهضم حقوق الحيوانات أو الأشياء واجبة بل فضيلة لا سيما إذا أفضت لنفع اليهود فردياً أو جماعياً، وها هو يمدنا بهذا النص:
1 – ((احلف عشرين يميناً كاذباً لتوصل فلساً واحداً ليهودي)).
2 – ((إذا قتلت غير يهودي احلف انك ما قتلت انساناً لأنك قتلت خنزيراً)).

مرض التعالي والأنانية:
من نافذة هذا المرض تخيلوا أنفسهم شعباً مختاراً رغم أن المسيح حاول شفاءهم وأفهمهم ان الله قادر على أن تخلق من الحجارة أولاداً لإبراهيم، بل شاهدوا جميع العالم ليس شعوباً بل حيوانات سائمة خلقها الله لخدمة الشعب الجليل المختار.
لا إنسانية في هذا المرض ولا أناسي إذ هما كلمتان لا تعنيان إلا اليهود.
هذا المرض دفعهم لاستباحة أموال الناس وكراماتهم وازدراء وازدراء كل ما يراه الناس مُثُلاً عليا.
هذا المرض ساعدهم على عدم احترام العهود والمواثيق لأن إله إسرائيل نفسه أمر بنقض أي عهد وميثاق مع سواهم[4] وأرادهم أفعى تمتص دم الشعوب.
على أسس هذا المرض أقاموا علاقاتهم بالشعوب وبيّنوا ما يدك مجدها، لأنها ليست شعوباً ولأن أديانها ليست أدياناً إذ لا دين جدير بالحياة والاستمرار إلا ما يحتفظ به العهد القديم والتلمود.
هذا ما يضمرون، وما يتناثر من فلتات ألسنتهم وأقلامهم، ولئن جاملوا سعياً وراء الصيد والافتراس فقد فضح الواقع أسرارهم وأذاع دواخلهم، وذكّرنا بقول الشاعر:
ثوب الرياء يشف عما تحته فإذا التحفت به فإنك عار

مرض احتكار الله!
اليهود، احتكروا الله ووحيه ورسالاته، إذ سواهم من الأمم ليست جديرة بتلقي الوحي لأنها ليست شعوباً بل حيوانات وأشياء.
هذا الاحتكار مدخل لمرض خطير، أقامهم ويلاً على الأمم.
احتكروا الله وأظهروه بثوب المتحيّز الذي يرسل أشعة شمسه على بعض عباده دون بعض. لقد خلقوا هذا المرض وزركشوه بثوب من دين وأضافوه – كعادتهم – إلى الله نفسه! لقد قالوا ولا يزالون يقولون (قلوبنا غلف) أي يعلوها غطاء يحول بين السمع والوعي.
اتسع خيالهم الاحتكاري حتى وصل إلى مناصبة جبريل العداوة، لأن يهوه الله أمره بحصر الوحي باسرائيل فخالف ومنحه شخصين من الناصرة ومكة.
ضحكوا ولا يزالون يضحكون على ضعيفي العقول بأن الذبيح اسحق وأن إسماعيل محروم لأنه ابن جارية[5].
تآمروا على المسيح بقصتي (مريم المجدلية) و(اعطوا ما لقيصر لقيصر) وكلموا محمداً كلاماً مبطناً مثل كلمة (راعنا) التي تعطي معنيي الرعاية والرعونة، وكلمة (السام عليكم).
احتكروه (تعالى) وتمردوا عليه ورأوه مغلوباً مستسلماً أما يعقوب[6] وصوروه يقرأ التلمود واقفاً إذ الحق مع التلموديين دونه!
ظنوا أن الله لا يجازيهم لأنهم أبناؤه وأحباؤه ولكنه ضربهم بيد (شيشق) ملك مصر و(بنهدد) ملك دمشق وبيد الفرس والرومان والروم واليونان والأدوميين، ورغم هذا ثابروا على الاحتكار.
قالوا عن المسيح (يتعلم الحيل من بعلزبول) وعن محمد (يتعلم الوحي من عدّاس)، ونادوا (نؤمن بما أنزل علينا)، ولكنهم سطوا على ما انزل عليهم.
غرقوا بمستنقع الاحتكار ورأوا شمس الله تشرق على ذرية إسرائيل وحده ونسوا أن عهدهم بشعيب وهو مدياني وبيونس وهو آرامي وبأيوب وهو عربي.

ارتدوا ثوبين: أحدهما يخاطبون به الأقوياء، إذ طالما رأيناهم يخاطبون ملوك مصر بكلمة (عبدكم)، وآخر للتعالي إذ ألصقوا بالوحي أنه اختارهم وأنبت لهم قروناً لينطحوا العالم ويبدأون بمصر.
ولا عجب من منهاج الاحتكار هذا فهم – كما وصفهم المسيح – عميان يقودون عمياناً وكنيف مبيض وروث مغفض[7].

المبررات التي أعدّوها لتبرير انغماسهم بهذه الأمراض:
بكل جزم وتصميم وتحدٍ نقول:
لا يوجد بين يدي اليهود كُتب تعود لعهد موسى، إذ كل ما لديهم الآن يعود لعصر عزرا وما بعده، وبين هذا وبين موسى أحد عشر قرناً.
لقد كتبوا ما شاءوا – كما شاءوا – فجاء ما كتبوه تبريراً للنفسية الدنيئة التي يحملونها، مثلاً:
1 – ليبرروا إبادة سكان فلسطين أولاً صوروا الله ينفذ قانون الإبادة بكنعان.
2 – ليبرروا السطو على أعراض الناس صوروا موسى عشيقاً لامرأة كوشية وأقاموا الله محامياً عنه.
3 – ليبرروا التجارة بالأعراض صوروا إبراهيم يقدّم زوجته لملك النقب ليكسب بقراً وجمالاً وحميراً.
4 – ليبرروا الاغتيال والتآمر، صوروا داود يتآمر على قائده (أوريّا) ويظفر بزوجته فتلد سليمان على فراش غير شرعي.
5 – ليبرروا السرقة صوروا إسرائيل يسرق صنم خاله الذهبي.
6 – ليبرروا الاحتيال صوروا يعقوب يحتال على أبيه ويقدّم له رشوة من أكلة العدس!
7 – ليبرروا التعالي والغطرسة صوروا الله ذليلاً بين يدي إسرائيل.
8 – ليبرروا اعتناق أديان الناس بقصد هدمها صوروا سليمان يسجد للأصنام.
9 – ليبرروا إبادة العرب زعموا أن إيليا قتل من أطفال الفلسطينيين خمسة وأربعين طفلاً كي ينجيهم وذراريهم من عذاب القيامة (رغم أن اليهود لا يعتقدون بالقيامة).
10 – ليبرروا الإجهاز على ضفتي الأردن زعموا أن لوطاً زنا بابنتيه فأنسلتا شعب الأردن، وأن الله أمر بإبادته كفارة عن خطيئة لوط.
11 – ليبرروا إبادة العرب، وفي مقدمتهم المصريون، زعموا أن لنوح ولداً يدعى كنعان، وأن هذا مطرودٌ بأمر الله، والطرد يقتضي الإبادة.
12 – ليبرروا مذهب العري والرقص العاري، صوروا داود يرقص أمام التابوت عارياً.
13 – ليبرروا السجود للذهب صوروا هارون يعبد عجلاً ذهبياً.

أما تبريرهم قتل الأطفال بنصوص العهد القديم فحسبنا أن نعرض طرفاً من أخبار ((الخنّاقين)) و(جمعية سر الام المكتوم) وهذا ما نعالجه بكلمة آتية (بحول الله).
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] سفر المزامير، فصل 149.
[2] إباحة الربا من سوى اليهودي راجعها في العهد القديم:
1 – سفر اللاويين 25 – 35.
2 – سفر الثنية 23 – 19.
3 – سفر الخروج 22 – 25.
وقد صرح القرآن الكريم بأن وحي موسى منزه عن هذا الوضع فقال تعالى: “وأكلهم الربا وقد نهوا عنه” أي حذفوا النهي وأدخلوا الإباحة.
[3] أواه، لو شاطرني القارئ نعمة الاطلاع على درجات الماسونية الرفيعة ليرى تعليقها على الشعب الجليلي الذي أعده إله إسرائيل لسيادة العالم.
[4] راجع فصول 7 و10 و12 من سفر يشوع تر إله إسرائيل يأمر بنقض العهود، وراجع سفر نحميا فصل 2 و4 و20 و21 فترى رد الفعل العربي الكنعاني الذي دفع قاسماً العربي قائد العرب منذ أربعة وعشرين قرناً لقتال إسرائيل وحرمانه من تجديد الهيكل. وراجع 1 و6 و7 و11 و20 و21 و32 من سفر التثنية فتر اسرائيل لصاً يحمل ضبطاً موقعاً بتوقيعه يدينه بالجرم المشهود.
[5] كثيراً ما قال المبشرون أمامي: اسماعيل محروم لأن البكورية لابن الزوجة الأولى، وما أن قلت لهم: إن سليمان ابن الزوجة السبعمئة من زوجات داود حتى كانت هذه ختام الجلسة!؟
[6] العهد القديم يصور الله مستسلماً ليعقوب.
[7] لهذا مراجع كثيرة جداً في الانجيل.