الحمد لله خالق الأكوان، ومقلب الزمان، وكل شيء عنده بحسبان، والصلاة والسلام على من نزل عليه القرآن، في شهر رمضان، فقام به أحسن قيام وبلّغه للإنسان والجان… وبعدُ:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الدنيا حُلْوَة خَضِرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء». [مسلم: 7124].
قلت: والشاهد أننا خلفاء لمن قبلنا، ومن قبلنا فيهم الصالح وفيهم دون ذلك، ولكن لا ننظر إلا إلى الصالحين، وننظر إلى السابقين وخير القرون، ونكون من القليل في الآخرين؛ لقوله تعالى: « أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ » [الواقعة:10- 14]، وشهر رمضان زمان، والزمن عنصر مهم في تحقيق هذا السبق، والشهر نفحة من نفحات رحمة الله يصيب بها من يشاء من عباده، فأوصي نفسي وإياكم بأن يُري كل منا اللهَ سبحانه وتعالى خيرًا في هذا الشهر الذي هو من عطاياه سبحانه، من خلال الأعمال التالية:
أولاً: أروا الله توحيدًا خالصًا
ولنجدد هذا العلم الذي أمرنا الله بتحصيله: « فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ » [محمد:19]، فلنُفْرِد الله سبحانه في القصد والطلب فلا نطلب إلا منه سبحانه، ولا نطلب من غيره، نطلب منه الأمن والأمان والرجاء والسداد، وقد أمر سبحانه بذلك: « وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ » [غافر:60]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله» [الترمذي 2516 وصححه الألباني].
وليكن شهر رمضان بداية التحكيم لشرعه في كل شئون حياتنا الخاصة والعامة، ونفرده سبحانه بالحكم في كل أمورنا: « إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ » [يوسف:40].
ولنوحد الله سبحانه بقصدنا فلا نقصد بقولنا أو عملنا إلا وجهه، قال سبحانه: « قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا » [الكهف:110]، وقال تعالى: « وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ » [الزمر:65].
ولنفرده سبحانه بالشكر على النعم الجليلة، ولا ننساه ونذكر غيره بهذه النعم، وأن نرد الأمر إلى الله تعالى فكل شيء بأمره وبقدره سبحانه. وبالجملة أروا الله من أنفسكم في رمضان صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب وهم: «الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون». [اللؤلؤ والمرجان: 131].
والتوكل على الله سبحانه هو جِماع الخصال الثلاثة الأولى، ولنتعاهد قلوبنا في هذا الشهر الكريم حتى يتجدد الإيمان فيها، ويثبت فيها التوحيد، ولا نكون مثل بني إسرائيل لما قال لهم موسى: « قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ » [الأعراف:129]، وقد أروا الله سبحانه شركًا وعبادة للعجل وعصيانًا لنبي الله هارون، فأروا أنتم الله توحيدًا وبعدًا عن التعلق بالأضرحة والقبور، والتعلق بالأشخاص والجماعات والدول، وليكن التعلق بمن بيده ملكوت كل شيء وعنده خزائن كل شيء، قال تعالى: « وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا » [الطلاق:3]، وقال سبحانه: « وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ » [الحجر:21].
ثانيًا: أروا الله عبادة صحيحة خالصة
أروا الله صلاة بالليل تتابعون فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وتكون بطمأنينة، ولا تنقروا صلاة القيام، وليكن شهر رمضان بصلاته أفضل من شعبان، وما سبق من شهور، وتكون الصلاة خالصة فلا رياء ولا فخر لطولها وتحسينها، ولكن الخوف من عدم القبول، ورجاء الله سبحانه أن يجبر النقص والقصور.
أروا الله صومًا صحيحًا عن كل ما حرم الله من طعام وشراب ونكاح، وصومًا للعين عن النظر الحرام، وصومًا للأذن عن سماع الحرام، وصومًا للقلب عن الخواطر الرديئة والأحقاد والضغائن، وصومًا للسان عن الغيبة والنميمة سيئ الكلام ولغوه حتى يكون هذا الصوم خليقًا بأن يقبله الله؛ حيث أضاف هذه العبادة إلى نفسه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه». [اللؤلؤ والمرجان: 707].
والجزاء من جنس العمل، فمن رأى الله سبحانه وتعالى منه صومًا خالصًا صحيحًا رزقه ما وعد به في الحديث وهو الفرح عند الفطر آخر الشهر؛ لأنه وُفِّق وصام ولم ينقطع صومه بمرض أو آفة، وأنه حصَّل شيئًا خالصًا لله تعالى، ويفرح عند لقاء ربه وخروجه من الدنيا التي صام فيها عن الشهوات المحرمة تحصل له الفرحة ويبشر بالجنة، وهذه هي الفرحة الكبرى إذا لقي ربه الذي رأى منه خيرًا، ولعل رمضان هذا يكون آخر رمضان في حياتك يا عبد الله، فأرِ الله منك عبادةً يرضاها خالصة لوجهه متابعًا لنبيه صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: أروا الله وصلاً للقرآن لا هجر بعده
قال الله تعالى: « وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا » [الفرقان:30]، فيجب أن نُري الله في رمضان إعمالاً للقرآن في كل حياتنا، وعلى الأفراد تنفيذ جميع ما أُمروا به، واجتناب ما نُهوا عنه حتى نخرج من هجر القرآن في شهر نزول القرآن، ويستمر التواصل مع القرآن إلى آخر العمر لكل إنسان، ونتدارس القرآن في شهر نزوله كما كان يفعل رسولنا الكريم مع جبريل عليهما السلام، وأقل درجة من درجات التواصل مع القرآن في رمضان أن يُقرأ مرة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن في شهر». قلت: إني أجد قوةً حتى قال: «فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك». [اللؤلؤ والمرجان: 716].
وما نزل القرآن إلا لخيرنا وسعادتنا في الدارين، قال سبحانه: « إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا » [النساء:105]، وقال تعالى: « وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ » [الأنعام:155].
رابعًا: أروا الله وصلاً للأرحام لا قطع بعده
أولو الألباب الذين يعلمون أن الله سبحانه أمرهم بالصلة يلتزمون ذلك، قال الله تعالى: « وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ » [الرعد:21]، وقال جبير بن مطعم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة قاطع». [اللؤلؤ والمرجان: 1656].
ويلاحظ على كثير ممن يقطع رحمه ولا يصلها أنه يظل على القطيعة في شهر رمضان حتى إذا جاء العيدُ وصل رحمه وخرج من القطيعة، وهذا من أكبر الكبائر، وهو لم يُر اللهَ من نفسه خيرًا في رمضان؛ لأن الرحم قامت مقام العائذ بالله من القطيعة، فقال تعالى لها: «ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فذاك. قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: « فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ » [محمد:22]. (اللؤلؤ والمرجان: 1655) (متفق عليه).
خامسًا: أروا الله تطييبًا للمكاسب
أيها الصائمون! عليكم أن تحرصوا على تطييب أموالكم، ولا تجمعوها إلا من حلال، قال الله تعالى: « وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ » [البقرة:188]، وقال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ » [النساء:29]، وقال تعالى: « يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ » [المؤمنون:51]، فإذا صمت يا عبد الله عن الطعام والشراب والزوجة الحلال، فلتصم عن الحرام من المكاسب والأموال، فلا تأكل الربا، ولا تأخذ الرشوة، ولا تستحل الغصب والخديعة.
وبالجملة احرصوا على الطيب من المكاسب حتى يُتقبل صومكم وتقبل صدقاتكم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: « يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ » [المؤمنون:51]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام، وغُذي بالحرام يمد يده إلى السماء: يا رب، يا رب، فأنى يستجاب له». [مسلم: 1015].
فأروا -عباد اللهِ- اللهَ سبحانه منكم في شهر رمضان تطييبًا للمكاسب، ولا تستحلوا نهب أو سرقة المال ولاسيما العام، ولا يغرنكم أن سلبه أو نهبه غيركم: « كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ » [المدثر:38]، وطهروا المكاسب بأداء الزكاة المفروضة، وليكن قدوتكم في ذلك الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، عن ابن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان فيدراسُهُ القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة». [متفق عليه].
سادسًا: أخواتي… أظهرن تحجبًا واحتشامًا
فأنتن أشد الفتن على المسلمين والمؤمنين، وأنتن أكثر أهل النار، فهل آن الأوان أن تصمن عن فتنة الرجال والشباب وتفطرن على الحجاب والنقاب: « قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا » [الأحزاب:59]، أرين الله منكن صومًا عن الخضوع بالقول وفطرًا على ذكر الله والقول المعروف، أروا الله منكن صومًا عن تبرج الجاهلية الأولى، وأرين الله منكن فِطرًا على القرار في البيت: « وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى » [الأحزاب:33]، أرين الله منكن صومًا عن فتنة الرجال: «ما تركت بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء». [متفق عليه]. وأرين الله منكن فِطرًا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: « وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » [سورة التوبة:71].
سابعًا: أخواتي: أرين الله اقتصادًا وتدبيرًا
قال الله تعالى: « وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا » [الإسراء:26، 27]، وقال سبحانه: « إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا » [الإسراء:29]، وقال تعالى: « وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ » [الأعراف:31]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة». [رواه البخاري معلقًا مجزوما به في أول كتاب اللباس]. سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن المبذرين قال الذين ينفقون في غير حق. [صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد 444]. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.