سيدنا شعيب هو نبي من ولد إبراهيم الخليل عليه السلام، وهو النبي الذي بعث إلى قوم مدين ليدعوهم إلى توحيد الله وترك ما دأبوا عليه من تطفيف الكيل والميزان.

وفي الحقيقة، لا يعرف تحديدا ما هو اسم النبي شعيب في الكتاب المقدس وما إذا كان مذكورا فيه أصلا أم لا، على الرغم من ورود اسمه مرات عديدة في القرآن الكريم.

فيقول البعض أن النبي شعيب الوارد ذكره في القرآن هو النبي إشعياء في الكتاب المقدس، ويقول البعض بل هو “يثرون” كاهن مديان الوارد ذكره في الكتاب المقدس أيضا.

فأما يثرون، فلم يكن نبيا حتى تصح المقارنة بينه وبين النبي شعيب في القرآن الكريم. وقد تصح المقارنة بين النبي شعيب في القرآن الكريم والنبي إشعياء في الكتاب المقدس على الرغم من أننا لا ندري هل كان إشعياء فعلا اسم النبي شعيب في الكتاب المقدس أم لا.

لذا، لنجر مقارنة موجزة بين هذين النبيين من واقع الكتاب المقدس والقرآن الكريم.
النبي إشعياء في المسيحية

على الرغم من أهمية النبي إشعياء ونبوءاته التي تشكل الأساس لكثير من المعتقدات اليهودية والمسيحية، نجد الكتاب المقدس ينسب إليه ما لا يصح أن ينسب إلى آحاد الناس.

فيخبرنا الكتاب المقدس أنه خلع ملابسه وتعرى وسار بين الناس كذلك لمدة ثلاث سنوات. والأدهى من ذلك أن ذلك كان بأمر من الله وفقا لما ورد في الكتاب المقدس. وعن ذلك ورد إصحاح كامل في سفر إشعياء كما يلي:

1فِي سَنَةِ مَجِيءِ تَرْتَانَ إِلَى أَشْدُودَ، حِينَ أَرْسَلَهُ سَرْجُونُ مَلِكُ أَشُّورَ فَحَارَبَ أَشْدُودَ وَأَخَذَهَا، 2فِي ذلِكَ الْوَقْتِ تَكَلَّمَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ قَائِلاً: «اِذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقْوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِيًا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِيًا ثَلاَثَ سِنِينٍ، آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ، 4هكَذَا يَسُوقُ مَلِكُ أَشُّورَ سَبْيَ مِصْرَ وَجَلاَءَ كُوشَ، الْفِتْيَانَ وَالشُّيُوخَ، عُرَاةً وَحُفَاةً وَمَكْشُوفِي الأَسْتَاهِ خِزْيًا لِمِصْرَ. 5فَيَرْتَاعُونَ وَيَخْجَلُونَ مِنْ أَجْلِ كُوشَ رَجَائِهِمْ، وَمِنْ أَجْلِ مِصْرَ فَخْرِهِمْ. 6وَيَقُولُ سَاكِنُ هذَا السَّاحِلِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: هُوَذَا هكَذَا مَلْجَأُنَا الَّذِي هَرَبْنَا إِلَيْهِ لِلْمَعُونَةِ لِنَنْجُو مِنْ مَلِكِ أَشُّورَ، فَكَيْفَ نَسْلَمُ نَحْنُ؟». (إشعياء 20)
النبي شعيب في الإسلام

يكرم الإسلام النبي شعيب ويثني عليه، فيوصف بأنه “خطيب الأنبياء”. روى الحاكم بسنده عن محمد بن إسحاق قال:وشعيب بن ميكائيل النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله نبياً فكان من خبره وخبر قومه ما ذكر الله في القرآن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكره قال: ذاك خطيب الأنبياء لمراجعته قومه.

وفي القرآن الكريم وُصف النبي شعيب وفقا لما ورد على لسان قومه بأنه “الحليم الرشيد”، حتى وإن كان ذلك على سبيل التهكم، إلا أنه وصف مستحق وفي محله. ففي القرآن الكريم نقرأ:

قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (هود 87:11)
التعليق

إن الصورة التي يرسمها الإسلام للنبي شعيب أنسب وأليق بكثير من الصورة التي ترسمها المسيحية للنبي إشعياء، بل إن صورة النبي إشعياء لا تصح نسبتها لآحاد الناس ناهيك عن الأنبياء.

ومن الغريب أن الكتاب المقدس يأمر الأساقفة بالاحتشام. فنحن نقرأ: “فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِيًا، عَاقِلاً، مُحْتَشِمًا، مُضِيفًا لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحًا لِلتَّعْلِيمِ، غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيمًا، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ” (1 تيموثاوس 3 :2-3)

فإذا كان عموم الأساقفة مطالبين بالاحتشام، فكيف يتأتى أن يمشي النبي عريانا بين الناس لمدة ثلاث سنوات بالرغم من أنه المفترض فيه أن يدعوهم إلى الفضيلة والاحتشام؟

_________

المراجع:

القرآن الكريم
المستدرك للحاكم
الكتاب المقدس
موقع الأنبا تكلا

_________
المصدر موقع بشارة المسيح