إليكم قطعة رمضانية بديعة لابن الجوزي، نقدمها بين يدي شهر رمضان المبارك[1] من كتاب “التبصرة”، وهذه القطعة سقطت من الطبعة الكاملة الوحيدة لكتاب “التبصرة”، والتي نشرتْها دار السلام بالقاهرة.
يا مَنْ طول سَنتِه قد نام.
انتبِهْ لهذه الأيام.
واحذرْ غفلةَ الطَّغَام[2].
وخُذْ قدْرَ البُلْغةِ مِنَ الطَّعام.
واسمعْ قولَ الملِكِ العلَّام: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾ [البقرة: 183].
♦♦♦♦
يا مريضًا لا يَقبَلُ مِنْ طبيبه.
هذا شهرُ الحِميةِ قد جاء لتهذيبه.
صُنْ لسانَك عن الغيبةِ[3]، فكم تهذي به!
فـ “الصوم لي وأنا أجزي به”.
ولكن أين الصُّوَّام[4]؟
﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾ [البقرة: 183].
♦♦♦♦
هذا شهرُ عمارةِ المِحراب.
هذا زمانُ حضورِ الألباب.
هذا أوانُ[5] تلاوةِ الكتاب.
للمتقين فيه على الباب.
كل وقتٍ زحام.
﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾ [البقرة: 183]
♦♦♦♦
شهرٌ فيه تُكَفُّ النفوس.
كأنها في حُبوس.
وتظمأ الشفاهُ عن الكؤوس.
وتُطرِقُ مِنَ الخشيةِ الرؤوس.
عن النظر الحرام[6].
﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾ [البقرة: 183]
♦♦♦♦
شهرٌ يملأ المساجد.
ويَخشع فيه الراكعُ والساجد.
ويَنهضُ إلى الخيرِ كلُّ قاعد.
ويصيرُ الراغبُ كالزاهد.
مِنْ قِلَّةِ الطعام.
﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾ [البقرة: 183].
♦♦♦♦