معجزة مكتملة الأركان للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

من القضايا التي نُقلت إلينا نقلها الكافة عن الكافة أن إسلام أهل اليمن في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- جرى بمعجزة شهيرة.

وكانت بداية القصة أن النبي -صلى الله عليه وسلم-  أرسل رسالةً إلى كسرى ملك الفرس -خسرو الثاني- يدعوه فيها للإسلام، وكان حامل الرسالة عبد الله بن حذافة السهمي -رضي الله عنه-، فلما قُرئت الرسالة على كسرى أخذها ومزقها ورمى بها، وأرسل رسالةً عاجلةً إلى باذان عامله على اليمن في صنعاء يقول له فيها: ابعث برجلين جلدين -قويين- إلى الحجاز فليأتياني بهذا الرجل، فاختار باذان في سذاجةٍ نادرة رجلين من عنده ليأتيا برسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فلما قدم الرجلان إلى المدينة قابلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ودخلا عليه وقد حلقا لحاهما وفتلا شواربهما، فكرِه النبي – صلى الله عليه وسلم – النظر إليهما، وقال: ويلكما من أمركما بهذا؟ قالا: ربنا؛ يقصدان كسرى، فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: ولكن ربي أمرني بإعفاء لحيتي وقص شاربي.
فقال أحدهما: يامحمد إن شاهنشاه يعني ملك الملوك -يقصد به كسرى- قد كتب إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليك من يأتيه بك وبعثني إليك لتنطلق معي، وقالا قولاً فيه تهديد لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فلم يرد عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وأمرهما أن يلاقياه غداً.

وفي اليوم الثاني جاء الرجلان إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال لهما النبي -صلى الله عليه وسلم-: ” أخبِرا الذي أرسلكما-باذان-: إن ربي قتل ربه الليلة- أي أن الله عز وجل أهلك كسرى في تلك الليلة-، وقولا له إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ كسرى وينتهي إلى منتهى الخف والحافر.”

فقد انتقم الله لرسوله من كسرى وقتله في تلك الليلة، فعاد الرجلان إلى باذان يخبرانه بالأمر، فعجب جدًا وانتظر الخبر من بلاد الفرس، فجاء الخبر بعد شهورٍ بمقتل كسرى في تلك الليلة التي حددها النبي –صلى الله عليه وسلم -فعلاً، فأسلم باذان من هول المفاجأة، وأسلمت حكومته، وأسلم أهل اليمن بإسلامهم، وجاء وفدٌ من أهل اليمن يتعلمون الإسلام وأرسل فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل.

وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وبر بن يحنس ببناء جامع في بستان باذان -سنة 6هجرية-، وحدد قبلته وإحداثياته بالضبط ببعض الصخور سيجدونها هناك.

وهذه معجزة أخرى مدهشة فصنعاء تبعد عن المدينة أكثر من 800 كيلو متر، وقد حافظ أهل اليمن قديماً وحديثاً على موقع المسجد الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُبني فيه، وذلك بالحفاظ على معالم حدوده التي حدَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنائه، مثل الصخرة الململمة أحد حدّي المسجد وموقعه اليوم بين ساريتين من سواري المسجد تسمى أحدهما “المسمورة” والأخرى “المنقورة”.

وسبحان الله نكتشف اليوم بالأقمار الصناعية أن القبلة التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400 عام هي القبلة المثالية للجامع، فتصير معجزة جديدة كبرى نشهدها اليوم ويشهدها أهل اليمن إلى قيام الساعة.

والذي يطالبنا بدليل مادي رصدي قائم على معجزة من معجزات النبوة يمكنه ببساطة أن يرصد المسمورة والمنقورة في الجامع الكبير بصنعاء إلى اليوم!

https://www.youtube.com/watch?v=H99ycqm9q_I

 

فهذه معجزة مكتملة الأركان…

اشتملت على:

1- إسلام أهل اليمن خلال أيام من حدوث المعجزة.

2- خبر مثل هذا ليس بالذي يحتاج إلى التثبت منه، فهو منقول نقل الكافة عن الكافة.

3- أدلة الخبر موجودة إلى يومنا هذا.

4- إسلام أهل اليمن ليس بالشيء الذي يتم التشكيك في صحة روايته، فأنت لا تتحدث عن قصة فردية وإنما قصة مجتمع بأكمله وتاريخ أمة من الأمم –ولو أنك كتبت في الجوجل إسلام أهل اليمن لأتتك من تفاصيل هذه الحادثة ما يطمئن له قلبك بعجائبها- وترتب على هذه القصة أحداث كثيرة في السيرة النبوية مثل أحاديث معاذ بن جبل فترة إعداده للذهاب إلى اليمن لتعليم الناس الإسلام.

5- إمكان التثبت من بعض تفاصيل القصة في يومنا هذا بأدلة مادية رصدية كما هو موضح في الفيديو.

هذا خبر أسلمت على مثله أمة فهل يُسلم قلبك يا صاح!؟