فضائل الصيام
الصوم عِبادةٌ من أجلِّ العِبادات، وقربةٌ من أشرف القُربات، وطاعةٌ مباركة لها آثارُها العظيمة الكثيرة، العاجلة والآجلة، من تزكية النفوس، وإصلاح القلوب، وحفظ الجوارح والحواس من الفِتَن والشُّرور، وتهذيب الأخلاق، وفيها من الإعانة على تحصيل الأجور العظيمة، وتكفير السيِّئات المُهلِكة، والفوز بأعالي الدرجات، ولقد خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها:
♦ باب من أبواب الخير: يعد الصوم باب من أبواب الخير؛ لحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (ألا أدلُّك أبواب الخير) قلت: بلى يا رسول الله: قال: (الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل)، ثم تلا: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ﴾، حتى بلغ “يعملون”) (سورة السجدة، الآيتان: 16-17).
♦ المغفرة والأجر العظيم: الصيام من الأعمال التي يُعِدُّ الله بها المغفرة والأجر العظيم؛ لقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ وَالمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ (سورة الأحزاب، الآية 35).
♦ الصيام حِصْنٌ حصين من النار: يعد الصيام حِصْنٌ حصين من النار؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام جُنَّةٌ وحِصْنٌ حَصِينٌ من النار) (أحمد 15/ 123، برقم 9225، وصحح إسناده محققو المسند، 15/ 123).
♦ الصيام جُنّةٌ من الشهوات: يعتبر الصيام جُنّةٌ من الشهوات؛ لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: لقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاءٌ) (متفق عليه: البخاري، كتاب الصوم، باب الصوم، برقم 1905، ومسلم، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح، برقم 1400).
♦ الصيام خير للمسلم لو كان يعلم: يعد الصيام خير للمسلم لو كان يعلم؛ لقول الله تعالى: ﴿ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون ﴾ (سورة البقرة، الآية 184).
♦ الصيام سبب من أسباب التقوى: يعتبر الصيام سبب من أسباب التقوى؛ لقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون ﴾ (سورة البقرة الآية 183).
♦ الصوم جُنة: يعتبر الصوم جُنة (يقي صاحبه من النار)، يستجنُّ بها العبد المسلم من النار؛ لحديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال ربنا عز وجل: الصيامُ جنةٌ يستجنُّ بها العبدُ من النار، وهو لي وأنا أجزي به)) (النهاية في غريب الحديث باب الجيم مع النون، مادة جنن، 1/ 308).
♦ وعن كعب بن عُجرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُعيذك بالله يا كعبَ بن عُجْرَةَ من أُمراءَ يكونون من بعدي، فمن غشي أبوابَهم فصدَّقهم في كذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس منِّي ولستُ منه، ولا يرِدُ عليَّ الحوض، ومن غَشِيَ أبوابهم أو لم يغشَ فلم يصدقهم في كذبهم ولم يُعنهم على ظلمهم فهوَ منِّي وأنا منه، وسَيَرِدُ عليَّ الحوض، يا كعبَ بنَ عُجرةَ: الصلاةُ برهانٌ، والصومُ جنّةٌ حصينةٌ، والصدقةُ تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النارَ، يا كعبَ بنَ عُجرةَ، إنه لا يدخل الجنة لحمٌ نَبَتَ من سُحْتٍ، النارُ أولى به، يا كعبَ بنَ عُجرةَ، الناسُ غاديان: فمبتاعٌ نَفْسَه فمُعْتقها، وبائعٌ نَفْسَه فمُوبِقُها) (الترمذي، كتاب الصلاة، باب ذكر فضل الصلاة، برقم 614، وأحمد 22/ 332، برقم 14441، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 336).
وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الصيامُ جُنَّةٌ كجُنَّةِ أحدكم من القتال) قال: وكان آخر ما عَهِدَ إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثني إلى الطائف قال: (يا عثمان تجوَّز في الصلاة؛ فإن في القوم الكبير وذا الحاجة)، وفي لفظ: (الصيام جُنَّةٌ من النار كجُنَّةِ أحدكم من القتال) (أحمد 26/ 202، برقم 6273، و26/ 205، برقم 16278، و29/ 433، برقم 17902، وصحح إسناده محققو مسند الإمام أحمد).
♦ يباعد الله النار عن وجه صاحبه سبعين سنة: صيام يوم في سبيل الله يباعد الله النار عن وجه صاحبه سبعين سنة؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صام يوماً في سبيل الله بَعَّدَ الله وجهه عن النار سبعين خريفاً) (متفق عليه: البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب فضل الصوم في سبيل الله، برقم 2840، ومسلم، كتاب الصيام، باب فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه بلا ضرر ولا تفويت حق، برقم 1153).
♦ لا مثل له: الصوم وصية النبي صلى الله عليه وسلم، ولا مثل له، ولا عدل؛ لحديث أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله: مُرني بأمر ينفعني الله به، قال: (عليك بالصوم فإنه لا مِثْلَ له)، وفي لفظ: أن أبا أمامة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: (عليك بالصوم فإنه لا عدل له)، وفي رواية أنه رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله مُرْني بعملٍ، قال: (عليك بالصوم فإنه لا عِدْل له)، قلت: يا رسول الله مرني بعملٍ، قال: (عليك بالصوم فإنه لا عدل له) (أخرجه النسائي، كتاب الصيام، باب ذكر الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب في حديث أبي أمامة في فضل الصيام، برقم 2220، 2221، 2222، 2223، وصححه الألباني في صحيح النسائي بجميع رواياته، 2/ 122، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1937، وفي صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 580)، وفي لفظ ابن حبان في صحيحه: قال أبو أمامة: أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً، فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادعُ الله لي بالشهادة، قال: (اللهم سلِّمهم وغنِّمهم)، فغزونا فسلمنا وغنمنا، حتى ذكر ذلك ثلاث مرات، قال: ثم أتيته فقلت: يا رسول الله إني أتيتك تترى ثلاث مرات أسألك أن تدعوَ لي بالشهادة، فقلت: (اللهم سلِّمهم وغنِّمهم)، فسلمنا وغنمنا، يا رسول الله، فمرني بعَمَلٍ أدخلُ به الجنة، فقال: (عليك بالصوم؛ فإنه لا مِثْلَ لهُ)، فكان أبو أمامة لا يُرَى في بيته الدُّخانُ نهاراً، إلا إذا نزل بهم ضيفٌ، فإذا رأوا الدخان نهاراً، عرفوا أنه قد اعتراهم ضيفٌ) (صحيح ابن حبان، كتاب الصوم، باب ذكر البيان بأن الصوم لا يعدله شيء من الطاعات، برقم 3425، وهو عند أحمد، 5/ 255، والطبراني برقم 4763، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 580).
♦ يدخل الجنة من باب الريان: يدخل الجنة من باب الريان الصوم يدخل الجنة من باب الريان؛ لحديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة باباً يُقالُ له: الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؛ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرُهم، فإذا دخل آخرهم أُغلق فلم يدخل منه أحد) (متفق عليه: البخاري، كتاب الصوم، باب الريان للصائمين، برقم 1896، ومسلم، كتاب الصيام، باب فضل الصيام، برقم 1152)، وفي رواية: (في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يُسمَّى الريان لا يدخله إلا الصائمون) (البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة أبواب الجنة، برقم 3257).
♦ من أول الخصال التي تُدْخِلُ الجنةَ: الصيام من أول الخصال التي تُدْخِلُ الجنةَ؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح اليوم منكم صائمًا؟)، قال أبو بكر: أنا. قال: (فمن اتَّبع منكم اليوم جنازة؟)، قال أبو بكر: أنا. قال: (فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟)، قال أبو بكر: أنا. قال: (فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟)، قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة) (مسلم، كتاب الزكاة، باب فضل من ضمَّ إلى الصدقة غيرها من أنواع البر، برقم 1028). ولفظ البخاري في الأدب المفرد: (ما اجتمعت هذه الخصال في رجل في يوم إلا دخل الجنة) (البخاري في الأدب المفرد، برقم 515، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص195).
♦ الصيام كفارة للذنوب: يعتبر الصيام كفارة للذنوب؛ لحديث حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (فتنة الرجل في أهله، وماله، وولده، وجاره، تكفِّرها: الصلاة، والصوم، والصدقة، والأمر، والنهي)، وفي لفظ: (والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) (متفق عليه: البخاري، كتاب الصلاة، باب الصلاة كفارة، برقم 525، وكتاب الزكاة، بابٌ: الصدقة تكفر الخطيئة، برقم 1435، وكتاب الصوم، بابٌ: الصوم كفَّارة، برقم 1895، ومسلم، كتاب الإيمان، باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب وعرض الفتن على القلوب، برقم 144).
v♦ خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك: يعتبر خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. وقد دلَّ حديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يومُ صَوْمِ أحدِكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّهُ أحدٌ أو قاتله فليقل: إنِّي امرؤٌ صائمٌ، والذي نفسُ محمد بيده! لخلوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومه) (شرح النووي على صحيح مسلم، 8/ 279).
♦ يشفع لصاحبه يوم القيامة: الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة؛ لحديث عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيامُ والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان) (أحمد في المسند، 2/ 174، والحاكم، 1/ 554، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 579: (حسن صحيح).
♦ يزيل الأحقاد والضغائن والوسوسة من الصدور: الصوم يزيل الأحقاد والضغائن والوسوسة من الصدور؛ لحديث الأعرابي الصحابي، وحديث ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صوم شهر الصبر وثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ: يذهبن وحر الصدر) (أخرجه البزار، برقم 1057، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 599: (حسن صحيح).
♦ سبب لدخول الجنة: من خُتِمَ له بصيام يومٍ يريد به وجه الله أدخله الله الجنة؛ لحديث حذيفة رضي الله عنه قال: أسندتُ النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري فقال: (من قال: لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله خُتِمَ له بها دخل الجنة، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله خُتِمَ له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله خُتِمَ له بها دخل الجنة) (مسند أحمد 5/ 391).
♦ علو المكانة في الجنة: أعد الله الغرف العاليات في الجنة لمن تابع الصيام المشروع، وأطعم الطعام، وألان الكلام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام؛ لحديث أبي مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ في الجنة غرفاً يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدَّها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وأفشى السلام، وصلَّى بالليل والناس نيام) (أحمد في المسند، 5/ 343).
♦ يساعد على استجابة الدعوة: يساعد على استجابة الدعوة فالصائم له دعوة لا تُردُّ حتى يفطر؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتحُ لها أبواب السماء، ويقول الربُّ: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين) (ابن ماجه، كتاب الصيام، بابٌ: في الصائم لا تردُّ دعوته، برقم 1752، والترمذي، كتاب الدعوات، باب سبق المفردون، برقم 3598).
ورُوي عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن للصائم عند فطره لدعوةً ما تُردُّ)، قال ابن أبي مليكة: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كلَّ شيء أن تغفر لي) (ابن ماجه، كتاب الصيام، باب في الصائم لا تردُّ دعوته، برقم 1753، والحاكم، 1/ 422).
♦ تفطير الصائمين فيه الأجر الكبير: تفطير الصائمين فيه الأجر الكبير؛ لحديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من فطَّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً) (الترمذي، كتاب الصوم، باب ما جاء في فضل من فطر صائماً، برقم 807، وابن ماجه، كتاب الصيام، باب في ثواب من فطر صائمًا، برقم 1746، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 1/ 424).
♦ كفارة للذنوب: يعد الصيام كفارة للذنوب لعظم أجر الصيام جعله الله تعالى من الكفارات على النحو الآتي:
أ- كفارة فدية الأذى: يعد الصوم كفارة فدية الأذى لقوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ﴾ (سورة البقرة، الآية: 196).
ب- كفارة الظهار: يعد الصوم كفارة الظهار لقول الله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ الله وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيم ﴾ (سورة المجادلة، الآيتان: 3 – 4).
ج-كفارة قتل الخطأ: يعد الصوم كفارة قتل الخطأ؛ لقول الله تعالى: ﴿ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ الله وَكَانَ الله عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ (سورة النساء، الآية: 92).
د- كفارة اليمين: يعد الصوم كفارة اليمين لقول الله تعالى: ﴿ لاَ يُؤَاخِذُكُمُ الله ِباللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ ﴾ (سورة المائدة، الآية: 89).
ك- من لم يجد الهدي: من لم يجد الهدي صام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله؛ لقول الله تعالى: ﴿ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الحَرَامِ ﴾ (سورة البقرة الآية: 196).
ل – جزاء قتل الصيد في الإحرام: يعد الصوم كفارة جزاء قتل الصيد في الإحرام لقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا الله عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ الله مِنْهُ والله عَزِيزٌ ذُو انْتِقَام ﴾ (سورة المائدة، الآية: 95).
م- كفارة الجماع في نهار شهر رمضان: يعد الصوم كفارة الجماع في نهار شهر رمضان؛ لحديث: ((جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: (وَمَا أَهْلَكَكَ). قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي في رَمَضَانَ. قَالَ: (هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً). قَالَ: لاَ. قَالَ: (فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ). قَالَ: لاَ. قَالَ: (فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا). قَالَ: لاَ، قَالَ ثُمَّ جَلَسَ فَأتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ. فَقَالَ: (تَصَدَّقْ بِهَذَا). قَالَ: أَفْقَرَ مِنَّا؟ فَمَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا. فَضَحِكَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ثُمَّ قَالَ: (اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ) (متفق عليه: البخاري، برقم 1937، ومسلم، برقم 1111).
♦ يوفَّى الصائمون أجرهم بغير حساب: يوفَّى الصائمون أجرهم بغير حساب لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام…) (شرح النووي على صحيح مسلم، 8/ 279).
♦ يعد فرحتان: للصائم فرحتان: فرحة في الدنيا، وفرحة في الآخرة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام…) (شرح النووي على صحيح مسلم، 8/ 279).
♦ يبعد صاحبه عن النار كما بين السماء والأرض: صيام يوم في سبيل الله يبعد صاحبه عن النار كما بين السماء والأرض؛ لحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صامَ يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض) (الترمذي، كتاب فضائل، الجهاد، باب فضل الصوم في سبيل الله، برقم 1624، وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي، 2/ 223).
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/spotlight/0/104439/#ixzz6KbhgFUvK