عشرون دليلاً على كون الإلحـاد
أغبى مذهب على وجه الأرض!
1- الإلحـاد يخالف القانون الأول لنيوتن
القانون الأول لنيوتن يقول أن “الجسم الساكن يبقى ساكناً،والمتحرك بسرعة منتظمة يبقى متحركاً ما لم تؤثر عليه قوة خارجية تؤثر من وضعه (السكوني او الحركي)” إذن لابد من قوة خارجية أجبرت على ظهور كل مادة الكون وكل طاقة الكون في لحظة.
2- الإلحاد يخالف القانون الأول للديناميكا الحرارية
قانون بقاء الطاقة أو ما يعرف بالقانون الأول للديناميكا الحرارية يقول ” المادة لا تفنى و لا تُخلق من العدم”. إذا تأملنا هذا القانون نصل إلى استنتاج أن الكون لا يمكن أن يوجد، وطبقا لهذا القانون فالكون غير موجود أو هو موجود في وجود الخالق .
3- الإلحـاد يخالف القانون الثاني للديناميكا الحرارية
القانون الثاني للثرموديناميك يقول إن الكون يتجه الآن نحو الموت الحراري عندما تتساوى حرارة جميع الأجرام والجسيمات، فالكون كما يقول العلماء يتجه نحو التفكك نحو الهدم نحو البرودة نحو التبسيط نحو الموت الحراري thermal death of universe بينما يقول الإلحـاد أن الكون يتجه نحو التعقيد نحو البناء نحو التطور؛ لذا يعتبر العلماء أن القانون الثاني للثرموديناميك يحمل في طياته نهاية الداروينية والتطور الانتقائي .. ، وهذا قانون وليس نظرية، فالعلم في جانب والإلحاد والداروينية في جانب آخر تمامًا .
4- الإلحـاد يخالف قانون الأخلاق
تعريف الأخلاق الأصلية :-هي تلك الأخلاق التي تأتي ضد المصلحة الشخصية .. ضد المادة .. ضد العقل.
فالالتزام الأخلاقي يُمثل قيدًا للإنسان،وكما قال نيتشه قديماً : “إن قصور الإنسان في القوة ناتج عن التزامه الأخلاقي”.
فالأخلاق غير مربحة عمليـًا، فلابد أن يكون للأخلاق قيمة وهذه القيمة لا تكون من هذا العالم .. ، قيمة لا تُقاس بالمعايير المادية المُجردة ، ولا تخضع للقوانين الطبيعية ..، فالسلوك الأخلاقي والتضحية والمُثُل العليا والزهد والتبتل والإيثار هذه الأخلاق الأصيلة إما أنها لا معنى لها وإما أن لها معنى في وجود الله. –هذه الفقرة بسطناها في كبسولة مستقلة-
5- الإلحـاد لا يجد تفسيراً لقانون الزوجية
يقول الشيخ نديم الجسر في كتابه الماتع قصة الإيمـان :- “وكنت قبل ذلك لا أدرك أبدًا سر الحكمة في تكرار ذكر الزوجين الذكر والأنثى في القرآن { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }(الذاريات:49)،{ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى}( النجم:45) .
إلى أن قرأت للفيلسوف المعاصر هنري برغسون وأدركت أن تكرار ذكر الزوجين لا يُراد به المِنة فحسب بل يُراد به شيءٌ أعظمُ وهو التنبيه إلى ما في اطراد الزوجية في النبات والحيوان بل والجسيمات من دليل عظيم على القصد ونفي المصادفة والداروينية والعشوائية والعبثية.” -1-
6- الإلحـاد المادي يقع في تناقض مع النفس اللامادية
إذا ارتكب إنسانٌ جريمة وأصرَّ أنه فعلها بدون قصد يسعى كل محامٍ لإثبات عدم القصد مع أنه بالمنظور المادي فالجريمة وقعت وانتهت على أرض الواقع، والمجرم أيضًا معترفٌ أنه ارتكبها لكن يتدخل القانون لمعرفة القصد والنية ومعرفة حالة النفس أثناء ارتكاب الجريمة، وهل وقعت الجريمة بقصد ام لا .. ، وهنا نضع النفس في مركز أعلى من الحقائق أعلى من الواقعة المادية المجردة .. ، فنحن في الحقيقة لا نحكم على ما حدث في العالم لكن نحكم على ما حدث داخل النفس ، وهذا يعكس التناقض المبدئي بين الإنسان والعالم -2-.
7- الإلحـاد يخالف قوانين حقوق الإنسان
فحقوق الإنسان هي قضية ميتافيزيقية بحتة، فقولك أن البشر متساوون هذا ممكن فقط إذا كان الإنسان مخلوقاً لله ، فالمساواة بين البشر هي خصوصية أخلاقية وليست حقيقة طبيعية أو مادية أو عقلية، فالناس من المنظور المادي أو الطبيعي أو العقلي هم وبلا شك غير متساوين وتأسيساً على الدين فقط يستطيع الضعفاء المطالبة بالمساواة .
فهؤلاء الضعفاء والفقراء في المال والصحة والعقل والمُستبعدون من موائد الاحتفالات في العالم الذين ليس لديهم ما يعرضونه أو يبرهنون عليه، ليس لديهم إلا مدخل الدين وحسب الذي يبرهنون من خلاله أنهم متساوون بل ربما أحسن حالاً عند الله من الأصحاء، وهذا فيه برهانٌ متكررٌ لقيمة الدين في المساواة -3-.
8- الإلحـاد ينتهك كل الحرمات فهو لا يعترف لا بحُرمة ولا بقداسة
لا قيمة لكومة الفضائل التي ظلت الأديان تؤسس لها طيلة عشرات الآلاف من السنين، فكما يقول الدكتور المسيري : “ينظر العلماني إلى الأرض على أنها مادة مُستغلة وغايته هي تحقيق أقصى إشباع منهـا “، أو كما يقول المفكر الإنجليزي جون لوك : “إذا كان كُل أمل الإنسان قاصرا على هذا العالم وإذا كنا نستمتع بالحيـاة هنا في هذه الدنيـا فحسب فليس غريبا ولا مجافيـا للمنطق أن نبحث عن السعادة ولو على حساب الآباء والأبنـاء”.
فأفكار النجاسة والقداسة والعفة والطهارة هي أفكار مُستمدة من عالم آخر لا علاقة لها بالعالم المادي الدارويني الحتمي البارد .. ، إننا لو كُنا حقًا أبناء هذا العالم لن يبدو لنا فيه شيءٌ نجسٌ أو مقدسٌ.
9- الإلحـاد يخالف قانون السببية
العدم لا يصنع شيئا .. لكل سبب مُسبب .. هذه بداهة عقلية مركوزة في الأذهان فهي أعلى من القانون وعليها تقوم علوم الدنيا ومقاصد الغايات، يقول ديكارت” : أنا موجود فمن أوجدني ومَن خلقني ؟ إنني لم أخلق نفسي فلابد لي من خالق . وهذا الخالق لابد أن يكون واجب الوجود وغير مفتقر إلى من يوجده ولابد أن يكون متصفاً بكل صفات الكمال.” {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }(الطور:35 .
ولا يخطر ببالنا أن ننكر هذه البداهة العقلية بحجة أن وهماً عقلياً يتطلب منا تسلسل العلل إلى غير نهاية فهذا باطل عقلاً، أو بحجة عدم معرفتنا لِكُنْهِ العلة.
وقانون السببية ليس قائماً على المشاهدة كما يدعي الملاحدة ، فحواسنا إنما ترينا صورًا عن ظواهر مفككة متتابعة ولا ترينا أبدًا علاقة السببية، فكيف نعرف هذه العلاقة إلا إذا كان العقل فيه قوانين منظمة فطرية – وهذا الكلام لديكارت – يستطيع بها أن يدرك الإحساس ثم يُصدر أحكاماً إنشائية جديدة لا يعتمد فيها على الإحساس .
10- الإلحـاد يخالف قانون القصد والعناية
كل الموجودات على سطح الأرض موافقة لوجود الإنسان بل وتعمل تبعاً له، فليس غريباً أن نقول أن كل ما حولنا يخضع لمتطلباتنا من ليل ونهار وفصول أربعة والمكان والهواء والجزئيات المحيطة ومدى موافقة كل ذلك لطبيعة الإنسان وحاجياته، وليس مجافياً للحقيقة أن نقول أن هذا التناغم مصممٌ خصيصاً لإنتاج الجنس البشري، وأنت بمجرد أن تغسل يدك تموت آلاف البكتريا ، فالإنسان هو العنصر الثابت في تاريخ العالم ، وتظل روحه وقيمه الأخلاقية لا تتغير، فالإنسان كان وسيبقى هو الإنسان منذ ألف سنة ولدها الماضي إلى ألف سنة يلدها المستقبل لا تتغير طبيعته ولا مراداته، ويبقى كل ما حوله مُسخرٌ له.
11- الإلحاد يخالف الغائية
العلم في تقدم مستمر؛ كل أبحاث العلماء مؤسسة على وجود قوانين تحكم العالم وتحكم المادة .. ، وغاية العلم في كل بحث هي إيجاد القانون الذي يحكم، فالعلم غائي ولذا هو في تقدم مستمر ..، ولولا إقرار العلم مُسبقاً بوجود قانون يحكم كل شيء لما تقدم العلم خطوة واحدة ..، وهنا يكمن التناقض المبدئي بين الإلحاد العبثي والعلم الغائي .. ، ولا يُتصور أن يكون كل ما حولنا ذا قانون غائي يحكمه، ويكون الإنسان هو الفذ العبثي الوحيد في القضية.
وكما في الأثر عن الباري سبحانه : ” كنت كنزًا مخفياً فخلقت الخلق ليعرفوني “.
12- الإلحاد يخالف قانون التناسق السابق التوطيد
يقول ليبنتز:” إن الذرات تسير بإرادة الله وتعمل بقدرته بصورة يظهر منها أنها تتصل ببعضها وهي في الحقيقة لا تتصل ، ولكن قدرة الله تجعل كل ذرة تسير سيرًا يوافق سير الذرات الأخرى، فالذي يظهر لنا من التوافق هو أثر قانون التناسق السابق التوطيد، فإن المادة لا تعقل القوانين التي تُطبق عليهـا ولا يوجد واجب عقلي يحتم أن يغلي الماء عند مائة درجة مئوية، أو أن تتباعد جزيئاته بالغليان وكما يقول هيوم : “فإن العلم الذي يفسر ذلك بالتفسيرات السابقة هو علم فج جدًا فهو لا يقوم بأكثر من إقرار الحالة فحسب دون أن يقدم مبررات لذلك ، ولا محيص أمامنا من الاعتراف بقانون التناسق السابق التوطيد .”
13- الإلحاد يخالف مبدأ باركلي الشهير
يقول هيوم : “ليس من دليل يُحتم علينا الاعتقاد بوجود شيء إذا ما غاب عن حواسنا ، ولا دليل يرغمنا على الاعتقاد بأن الشيء الذي رأيناه اليوم ثم تركناه وعدنا لنراه في اليوم الثاني هو هو نفس الشيء الذي رأيناه في اليوم الأول، فنحن لا نعلم عن العالم الخارجي إلا ما في أذهاننا من مدركات حسية، والعقل يُحَتمُ وجودَ عقلٍ كلي يستوعبُ جميعَ الأشياءِ ويكونُ شهيداً عليها، وصدق الله إذ يقول: {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }(فصلت:53(.
14- الإلحـاد هو المؤسس لأكثر المذاهب إجرامية على وجه الأرض
يقول سه غور :-” إن مذهب الداروينية من المذاهب المرذولة التي لا يؤيدها إلا أحط النزعات وأسفل المشاعر فأبوها الكفر وأمها القذارة “.
ولم تقم النازية الهتلرية إلا على تفاضل الأجناس والأعراق.
يقول ماو تسي تونج الملحد: “جميع الحيوانات السُفلية سوف تُعدم و كُل من وقف ضد الثورة هو خطأ تطوري.” -4-
وقال في 9 ديسمبر 1958«المقابر الجماعية توفر سمادا جيدا للأرض». والنتيجة 50 مليون قتيل صيني .
وقال الملحد جيفارا : “لكي ترسل رجالاً الى فرقة الإعدام فالإثبات القضائي غير ضروري. يجب أن نتعلم كيفية قتل الطوابير من البشر في وقت أقصر.” -5-
وقال الملحد المجرم لينين : “لا رحمة لأعداء الشعب بل اقتلوا واشنقوا وصادروا.” -6-
وقال ماركس : “ليس لدينا من شفقة لكم، ولا نسألكم الشفقة، فحينما سيأتي يومنا، فنحن من ناحية الممارسة: متوحشون مستنكفون.” -7-
ويبرر ماركس هذا التوجه الإجرامي الرهيب قائلاً : “حينما يتهمنا الناس بالقسوة، فنحن نتساءل كيف نسي هؤلاء أساسيات الماركسية؟ – إنها أساسيات إلحادية بداهةً.” -8-
والنتيجة 250 مليون قتيل في قرن واحد جراء الإلحاد وهذا ربما يفوق قتلى جميع الحروب عبر كل التاريخ.
15- الإلحـاد ضد الفن والحياة
إن وجود عالم آخر إلى جانب عالم الطبيعة هو المصدر الأساسي لكل دين وفن، فإذا لم يكن هُنـالك سوى عالم واحد لكان الفن مستحيلاً.
الإلحاد لن يفهم أبدًا جوهر الفن وطبيعته، فإذا لم يكن هناك روحٌ للإنسان فلِم إذن نحرص على أن يكون للفن روح ؟
إن العلم عندما يواجه الإنسان فهو يبحث فيه عما هو ميت وعما هو لا شخصي، بينما عندما يتناول الفـن الإنسان فإنه يبحث فيه عما هو إنساني وغائي، فالفن في صِدام طبيعي مع العالم ومع جميع علومه، إنه التمرد الصامت، وإذا لم يوجد على الإطلاق سندٌ للإنسـان ولا مجال لروحه ولذاته فإن الفـن لا مجال له.
الفن بطبيعته وباعترافه بوجود عالم آخر فهو يحمل معانٍ ثورية، ويحمل كُفراً بالعالم المادي ..، فجوهر الأعمال الفنية غامضٌ غموضـاً تاماً، إنه تمردٌ دائمٌ على الواقع .. ، إنه اعترافٌ متكررٌ بوجودِ عالمٍ آخرَ تنتمي إليه دراما الوجود الإنساني، فهو اعترافٌ بمعاناة الإنسان على الأرض وعجزه عن تحقيق الفردوس الذي تستقر في مخيلته صورته، فالفن ببساطة هو ثمرة الصلة بين الروح والحقيقة.
ولذا عند التدقيق في لوحة فنية عميقة، وعند قراءة روايـة رائعة، يعتري الإنسانَ شعورٌ غريبٌ وغامضٌ بالسمو والقداسة ودخول عالم الخلود .. ، الفن كالدين تماماً كلاهما يعترف بوجود عالم آخر ، لكن الفن ليس دينًا إنما هو تعبير عن الدين فهو الابن غير الشرعي للحقيقة، وتبقى الحقيقة حصرية للدين. –وهذه الفقرة بسطناها في كبسولة مستقلة-
16- الإلحاد يمثل شذوذًا في تاريخ الحضارات
الإلحاد ليس أكثر من شذوذ فكري وتلوث عقلي في تاريخ الأمم والحضارات، يقول المؤرخ الإغريقي بلوتارك : “ربما توجد مدنٌ بلا أسوارٍ بلا جيوشٍ بلا مصانعَ لكن لا توجد مدينة بلا معبد.”
ولا يظهر الإلحاد إلا كزعانف سمك القرش وسط بحر الدين الهادر- بتعبير الدكتور عبد الله الشهري-، فالإلحاد ظاهرة طفيلية في تاريخ الأمم.
يقول صاحب كتاب “لماذا نقول أن الله موجود” يقول ما يلي : “ومنهم من قال بأن الإنسان يهتدي إلى الله بوحي وبغير وحي وإن كان الوحي أهدى وأفضل، وقد ذهب البعض إلى أن العباداتِ جميعاً وحيٌ من الله ولكنه وحيٌ قديمٌ شابته الخرافات من فعل السحرة والكهان فانحرفت الأمم البدائية في جهالاتها، فكان الله يرسل الرسل لتنقية هذه العقائد من الإنحرافات “.
فلا توجد أُمة بلا دين، وكل الديانات في أصلها توحيدي، وجائت الوثنيات كمرحلة لاحقة كما يقرر علماء الأديان أمثال شميث ولانج، وقد تم اكتشاف موروثات عند الهنود الحمر وسكان أمريكا الشمالية الأصليين تشبه في كثير من مراسيمها أصحاب الديانات السماوية خاصةً فيما يتعلق بالعقاب والجزاء، وهذا فيه حجة على أن البشر متشابهين في التعقل وطلب الهداية.
يقول الشيخ نديم الجسر في رائعته قصة الإيمان ص35: “وإني أرَجِّحُ أن كثيرًا من فلسفة الأقدمين في مصر والصين والهند هي بقايا نبوات نسيها التاريخ فحُشر أصحابُها في عداد الفلاسفة ولعلهم من الرسل أو اتباع الرسل .”
فالإلحاد هو توجه شاذ يظهر بصورة وقتية وسرعان ما يختفي، ولو كان ينفع الناس لمكث في الأرض.
17- بداية الكون وسقوط خرافة الكون الثابت المستقر
عام 1989 أطلقت ناسا قمراً صناعياً ” كوبـا” للكشف عن الإشعاع الكوني المُتخلف عن بداية الكون، وتجميع معلومات بشأن هذا الإشعاع، واستطاع القمر في 8 دقائق فقط أن يُعطي صورة كاملة للإشعاع، وبها ثبت أن الكون مُحدث وهذا ما أوقع الملاحدة في حرج كبير.
يقول الملحد الشهير إدنجتون A.S.Eddington: “إن فكرة أن الطبيعة ظهرت فجأة تبدو لي مُحرجة “.
ويقول دينيس شياما Dennis Scaima : “لم أُدافع عن نظرية الكون المُستقر لكونها صحيحة بل لرغبتي في كونها صحيحة، ولكن بعد أن تراكمت الأدلة فقد تبين لنا أن اللعبة قد انتهت .. وأنه يجب ترك نظرية الكون المستقر جانبا .”
ويقول زميله جورج آبل George Abel : ” لم يعد أمامنا مناص من القبول ببداية الكون “.
ويقول الملحد الشهير وفيلسوف الإلحاد في القرن العشرين Anthony Flew يقول بعد أن وصل الثمانين من العمر : ” يقولون أن الاعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية، وأنا سأُدلي باعترافي .. إن بداية الكون شيء محرج جدًا بالنسبة للملحدين .. ذلك لأن العلم أثبت فكرة طالما دافعت عنها الكتب الدينية .”
لقد انهار الإلحاد أمام العلم، لقد صار الملاحدة يُدافعون عن أفكار ميتافيزيقية فاشلة دخلت مزبلة التاريخ، فالكون له بداية وكان الله ولم يكن شيء معه ولا شيء قبله يقول تعالى { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ }(السجدة:4)، ولفظة ستة أيام تدل على الحدوث الزمني فالكون ليس أزلي بل له بداية .
18- ما اللغز وراء انحيـاز العلم الحديث نحو القرآن
يقول غوستاف لوبون “الإسلام من أكثر الديانات ملاءمة لاكتشافات العلم”، ولذلك يكثر اعتناق الإسلام في الأوساط العلمية من دكاترة وبروفسورات وباحثين .
يقول الرائع علي عزت بيجوفيتش : “كتب أرسطو ثلاثة كتب علمية ، في الطبيعيات .. في السماوات .. في الأرض ، هذه الكتب الثلاثة لا توجد اليوم فيها جملة واحدة صحيحة علميًا ..، الكتب الثلاثة من منظور علمي تساوي صفرًا من عشرة ، بينمـا القرآن وكما يقول موريس بوكـاي في كتابه الشهير القرآن والإنجيل والتوراة بمنظور العلم الحديث : “الحقيقة أني لم أجد آية واحدة من القرآن الكريم تخالف حقيقة علمية واحدة، بل لقد سبق القرآن العلم الحديث في مناحٍ كثيرة ،وصحح كثيرًا من النظريات العلمية التي كانت سائدة في عصره، مثلاً فكرة أن المياه الجوفية تكونت عن طريق هوة عميقة فى قاع القارات نقلت المياه الجوفية من المحيطات الى أعماق الأرض، هل صادق القرآن هذه الخرافة العلمية التي كانت سائدة في ذاك العصر؟ أم قال {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ }(الزمر:21 (فمصدر الميـاه الجوفية هو الينابيع المتكونة من الأمطـار وليس فجوة أرسطو التي في عمق القارة والتي كانت سائدة في ذلك الوقت.”.
19- الإلحـاد لا يعطي تفسيرا لأي شيء
الإلحـاد ليس حلاً ولكنه اعتراف بالفشل في إيجـاد حل، هذه هي بداية الإلحـاد ونهايته ..
يقول الملحد الشهير ريتشارد داوكنز في كتابه الأخير: “الملحدون يشبهون أشتات القطط -كل قطة في اتجاه -.. ” فكلُّ ملحدٍ عبارة عن كنيسة مستقلة، وكما يقول الشيخ مقبل بن هادي ” فإذا اجتمع عشرة من أهل الباطل افترقوا على أحد عشر قولا” ، فلا تجد ملحدين اثنين يجتمعان على قول ، وهذا من بلايا الإلحـاد ومصائبه، فهو مذهب غير منضبط لا يحمل تفسيرًا واضحـًا لأية قضية، ولا يحمل قيمة ،مجرد لعبة عقلية مُسلية كما قال الدكتور يحيى الرخاوي .. ، فالإلحـاد في حد ذاته لا يعدو أن يكون حكمـاً سطحيـاً ساذجـاً كسولاً للغاية على قضية عميقة وخطيرة للغاية … فالإلحـاد مذهبٌ شكِّيٌ عَدَمِيٌ سَفْسَطِيٌ عَبَثِيٌ غَوغائيٌ، وبما أن العلم في تقدم مستمر، وبما أنه توجد قوانينُ وحقائقُ ثابثةٌ ووظيفة العلم هي أن يبحث عنها إذن لا وجودَ لا للإلحـاد ولا للاأدرية العبثيين .
20- عودة العالم العلمي إلى الله
يقول العالم الفيزيائي Frederick Bermham مؤلف كتاب تاريخ العلم Science historian : “في الوقت الحالي الأوساط العلمية تعتبر فكرة خلق الله للكون فكرة محترمة أكثر من أي وقت مضى منذ مئات السنين”.
يقول ميشيل بيهي : “إن الاضطرار للتسليم بالخالق هو اضطرار علمي، فالنتيجة لكل تلك الجهود المتراكمة لفحص الخلية . أي : لفحص الحياة على المستوى الجزيئي هي صرخة عالية واضحة حادة للتصميم”..
وليس أدل على ذلك من عودة مئات العلماء والمفكرين في السنوات القليلة الماضية إلى الله واعترافهم بأن سببَ الإلحـاد نفسيٌّ أكثر منه عقلي .
يقول عالم الفلك الشهير فريد هويل في كتابه Mathematics of Evolution صفحة 130: ” في الحقيقة كيف لنظرية علمية واضحة جداً تقول أن الحياة جمعها عقلٌ ذكِيٌّ ومع ذلك فإن الشخص يتعجب ويتساءل، لماذا لا يقبلها بشكل واسع باعتبارها بدهية …لكن أغلب الظن أن الأسباب نفسية أكثر منها علمية”.
ورحم الله الإمـام الحُسين- رضي الله عنه- حين قال :- “إلهي عميت عينٌ لا تراك”.
والخلاصة فقد صدق الشيخ الغزالي حين قال” : إننـا نتصـور بغلاً يبني الأهـرام ولا نتصـور هذا الذي يفترضـه الملحدون حين ينكرون الأُلوهيـة ” .. وكمـا قيـل في الأثـر : “الثور يعرف قانيه، والحمار يعـرف صاحبه، أما هـذا فلم يعرف…”
أو كما قال الكتاب المقدس في مزامير داوود النبي: “وقال الغبي في نفسه ليس إله” مزمور 14-1 ..
أو كما قال ربنا في محكم التنزيل{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }(الأعراف:179)
—————
1- قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن ص 393
2- هذه الفكرة مُستقاة من روائع علي عزت بيجوفيتش
3- من روائع الأستاذ علي عزت بيجوفيتش في كتابه الرائع ( الإسلام بين الشرق والغرب)
4- china and charles darwin james revee rusey p.456
5- http://www.therealcuba.com/MurderedbyChe.htm
6- http://www.marxists.org/archive/lenin/works/1917/dec/25.htm
7- http://www.marxists.org/archive/marx/works/1849/05/19c.htm
8- http://www.marxists.org/archive/lenin/works/1918/nov/07b.htm