بما أن الله يعلم أن هناك أشخاص سيلحدون فلماذا خلقهم؟
انظر إلى قول الله عز وجل{أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ} ﴿٥﴾ سورة الزخرف.
هل بما أنكم ستكفرون في علم الله إذن لا يخلقكم الله؟
ما هذا التصور السخيف؟
الذي يستحق المؤاخذة والعقاب من العدل أن يُخلق ثم يذهب لما يستحق!
إذا كان الملحد يستحق الكفر في علم الله فما المانع من خلقه ثم محاسبته ؟
هل بما أنه سيكفر إذن يريحه ولا يخلقه ؟
أليس هذا محض تحكم وافتراض ساذج؟
إذا كان الملحد يستحق الخلود في النار فمن العدل أن يذهب لما يستحق.
ثم إن معيارنا للحكم على العدل ليس معيار مطلق، بل معيار محدود بحدود طبيعتنا البشرية، والعدل المطلق هو الله سبحانه وتعالى وأخبر أنه لن يظلم عباده {وما أنا بظلام للعبيد} ﴿٢٩﴾ سورة ق.
فيكون هذا هو المرجع فيما قصرنا عن استيعابه، وهذا أسلم عقلاً، لأن أصل الكفر هو التكذيب بما لم نحط بعلمه{بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله } ﴿٣٩﴾ سورة يونس.