فإذا جئنا إلى قوله تعالى) وإذا مرضت فهو يشفين) الشعراء80 .
نجد أن هناك جدلا كثيرا حول هذه الآية، فالناس تقول إن الطبيب هو الذي يشفي! ولكن الحقيقة
هي أن الشفاء بيد الله وحده، وأن الطبيب يعالج فقط، وقد يأتي على يده الشفاء، وقد يخطئ في
العلاج فيكون على يده الموت.
والله سبحانه وتعالى جعل لكل داء أجلا في الشفاء، ولذلك يحدث كثيرا أن طبيبا مبتدئا يكتب
الدواء الصحيح لمريض عرض نفسه على أكبر الأطباء فلم يعرفوا لدائه دواء وفي هذه الحالة قد يتعجب الناس ويقولون إن حديث الطبيب الحديث التخرج أعلم من أساتذته!
نقول لهم: هذا تفسير خاطئ فالأستاذ قطعا أعلم من تلميذه، وهو الذي علمه، ولكن قدر الله سبحانه وتعالى بالشفاء جاء فكشف الله عن الداء لهذا الطبيب المبتدئ فكتب الدواء وتم الشفاء.
وليس معنى أن الله هو الشافي ألا نلتمس الوسيلة للعلاج، فنحن في هذه الدنيا أمرنا الحق سبحانه
وتعالى أن نأخذ بالأسباب ثم بعد ذلك نتوكل على الله في النتائج.
والآية الكريمة تقول بعد ذلك( والذي يميتني ثم يحيين( الشعراء 81.
ونلاحظ هنا أن الحق سبحانه وتعالى لم يستخدم أسلوب التأكيد فيقول: وهو الذي يميتني ثم يحيني، لأنه لا أحد يستطيع أن ينازع الله في الموت أو البعث، فإذا جاء الموت فلا أحد يستطيع أن يتأبى عليه، أو يقول: لن أموت، وإذا جاء البعث، فالله وحده القادر على بعث الموتى، وبذلك نكون قد أثبتنا بالدليل المادي أن بداية الحياة واستمرار الحياة ونهاية الحياة، هي من قدرات الله سبحانه وتعالى وحده.
وإذا كنا قد جئنا إلى نهاية هذا الكتاب فنرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون هدانا إلى ما يثبت
الإيمان في القلوب، وما يرد على أولئك الملحدين الذي يدعون أنه لا توجد أدلة مادية في الكون
على وجود الله، ونرجو من الحق جل جلاله أن يتقبل منا، انه هو السميع العليم