بسم الله الرحمن الرحيم
«المرأة» .. تلك الكيان الرومانسي الرقيق الذي يحلم بفارس يحملها على حصانأبيض لتستقر معه في عالمه، وتظل طول فترة شبابها المبكر وقبل اللقاء بهتنسج خيوطاً وردية لصورة فارس الأحلام الذي يغمرها حباً وحناناً .. هذهالمرأة قد تصدم وتصعق وتتوقف لتقول: “آسفة لست بالشخص المناسب” حين يشاركهاحياتها زوج أبعد ما يكون عن الرومانسية والعواطف .. إنها لا تريد رجلاًيترك عمله ومسؤولياته ليتغزل بها وينشدها شعرا؛ ولكنها تحتاج لأن تشعربأنها ذات قيمة لديه، وأن حبها في قلبه ولو بلمسة بسيطة أو لفتة أو كلمة.
الحب عند الرجل والمرأة
الرجل يحب بعينيه غالبا، والمرأة تحب بأذنها وقلبها غالبا .. هذا لا يعنيتعطيل بقية الحواس، وإنما نعني الحاسة الأكثر نشاطا لدى الرجل، وهي حاسةالنظر، وهذا يستدعي اهتماما من الزوجة بما تقع عليه عين زوجها، فهو الرسالةالأكثر تأثيرا، كما يستدعي من الزوج اهتماما شديدا بما تسمعه أذن زوجته ومايشعر به قلبها تبعا لذلك.
وهذا ما يفسر ولع المرأة الفطري بالزينة على اختلاف أشكالها، وقول اللهتعالى عنها {أَوَ مَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِغَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف:18] إنما هو دليل على قوة جذب ما تراه عين الرجلعلى قلبه وبقية كيانه النفسي.
ثم تأتي بقية الحواس كالأذن والأنف واللمس لتكمل منظومة الإدراك لدى الرجل،ولكن الشرارة الأولى تبدأ من العين؛ ولهذا خلق الله تعالى الأنثى وفي وجههاوجسدها مقاييس عالية للجمال والتناسق تلذ به الأعين، ولم يحرم الله امرأةمن مظهر جمال يتوق إليه رجل. فالرجل شديد الانبهار بجمال المرأة ومظهرهاوربما يشغله ذلك – ولو إلى حين – عن جوهرها وروحها وأخلاقها، وهذا ما يجعلهيقع في مشكلات كثيرة بسبب هذا الانبهار والانجذاب بالشكل. هذا الانبهاروالانجذاب الخادع ليس مقصورا على البسطاء أو الصغار من الرجال، وإنما يمتدليشمل أغلب الرجال على ارتفاع ثقافتهم ورجاحة عقولهم.
الزوجة الجذابة
• المستقلة: تستطيع الاعتناء بنفسها، جريئة لا تخشى من تجربة كل ما هوجديد، وهي كذلك امرأة منطلقة تحب السفر والتعرف على صديقات جدد، بالإضافةإلى عدم حاجتها إلى عائل يقوم على رعايتها.
• الجميلة: تجذب الزوج، ولكن يفضل الزوج أن لا يكون الإغراء مبالغا به إلىالحد الذي يخرج عن غايته بحيث تصبح المرأة تميل إلى الابتذال أكثر منالجمال.
• الذكية: تُشعر الزوج بحبها بطريقة دبلوماسية، وتكتفي بالتلميح دونالتصريح بحيث تبقي زوجها في حالة ترقب وتحفز، ويجمع الأزواج أن العلاقةالزوجية تكون أمتع إذا ما تخللتها اللمسات الصغيرة التي تضيفها الزوجة علىعلاقتها بزوجها.
• الحبيبة الصديقة: بمعنى أن لا تكون علاقة الزوجية تقليدية مملة، بليستمتع الزوجان بصحبة بعضهما كالأصدقاء وأن يتبادلا النكات والضحك، وبهذاتتحلل العلاقة من القيود التقليدية التي تثقل كاهل أي علاقة زوجية رتيبة.
• المرنة الدبلوماسية: يحب الأزواج الزوجة التي لا تمارس الضغوط عليهملتحقيق ما تريده. ويجمع الرجال أن هذا الأمر من أكثر الأمور التي تنفرهم منالمرأة حيث لا يستطيع معظمهم تحمل ضغط الزوجة المستمر مما يساهم في فشلالعلاقات الزوجية.
الطريق إلى حب يدوم
• إحساس شريك الحياة بالسعادة وبحبك وتقديرك له سيوَلِّد عنده الرغبة فيمدِّ يد العون لك، وعلى العكس فإن شعوره بتجاهلك الحب معه قولاً أو فعلاً،واستخفافك به، وترصدك لأخطائه. لن يجعله يفكر مطلقًا في تسهيل الأمور عليك.
• التعبير المادي بين حين وآخر من أهم قناطر التواصل بين الزوجين، فما أجملأن يهدي الزوج زوجته هدية سواء أكانت في مناسبة أومن غير مناسبة، ودائماللمفاجآت أثر كبير لأنها غير متوقعة، وكذلك تهدي الزوجة زوجها، فإن الهداياتطبع في الذاكرة معنى جميلا، وخصوصا إذا كانت مشاهدة دائما، كساعة أو خاتمأو قلم يكثر استخدامه، فإنه يذكر بالحب الذي بينهما ويعطر أيام الزواجولياليه، وهنا نشير إلى أن الهدية يكون لها أثر أكبر إذا كانت توافق اهتمامالطرف الآخر، فالنساء بطبيعتهن عاطفيات يملن للهدايا التي تدغدغ مشاعرهن،أما الرجال فعقلانيون ويميلون للهدايا المادية كثيرا.
• قد تكتشفا بعد ارتباطكما بعض الاختلافات في الطبائع والأمزجة، فلا تدعاذلك يقف عائقا بينكما، فمن قال إن على الشريكين أن يكونا متطابقين؟! .. استغلا الاختلاف بينكما لبث الحيوية في العلاقة وجعلها أكثر تألقا.
د/ خالد سعدالنجار
alnaggar66@hotmail.com