البيوت العامرة بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملائكة سيَّاحين في الأرض، يبلِّغوني من أمَّتي السلام))؛ رواه النسائي (1282)، وإسناده صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تَجعلوا قبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ؛ فإنَّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم))؛ رواه أبو داود (2042)، وإسناده صحيح.
يستفاد من هذين الحديثين ما يأتي:
1 – أنَّ الله يسَّر على هذه الأمَّة أن يصلُّوا ويسلِّموا على نبيِّهم صلى الله عليه وسلم أينما كانوا، وأنَّ ذلك يبلغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
فلو صلَّيتَ عليه أو سلَّمتَ وأنت في أقصى الدنيا، سواء في الصلاة أو خارجها، فإن سلامك سوف يَبلغه؛ لأن الله وكَّل ملائكة سيَّاحين في الأرض، وظيفتهم نقل الصلاة والسلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ممَّن يصلُّون عليه، ويسلمون عليه.
2 – أنَّ البيوت التي يُصلَّى فيها على النبي صلى الله عليه وسلم ويُسلَّم تحضرها الملائكة، فلو أنها لم تحضر، كيف ستبلغ؟
ولهذا تكون تلك البيوت مملوءة بالنور، والسرور، والخيرات، والبركات، ليس للشياطين فيها نصيب.
كما أن البيوت التي لا يصلَّى فيها على النَّبي صلى الله عليه وسلم هي أشبه بالقبور؛ ولهذا تكون مظلمة موحشة، نسأل الله تعالى العافيةَ.