احمْدُ للّهِ ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على خاتَمِ الأنبياءِ والمرسلين.
وبعدُ، فإنّ الملاحدةَ كثيراً ما يبنون إلحادَهم على أسئلة يطرحونها، ولا يجدون لها أجوبة أو لا يقتنعون بها!
ولا شكّ أنّ هذا خللٌ في التفكير؛ لسببين:
– الأوّل: عدم الوصول إلى الجواب، ليس دليلاً على عدم وجود الخالق.
– الثاني: هناك أسئلةٌ العجزُ عن الجواب عنها، لا يمكن للملاحدةِ الاحتجاج بها على إلحادهم، منها:
1ـ لقد تَوَصّل العلم الحديث إلى أن لهذا الكونِ نهايةً! والسؤال المطروح هو: كيف توصّل الإنسان القديم -في غياب التقدم العلمي- إلى أن هذا الكون سيفنى؟
2ـإنّ فكرة الخلود وُجِدت منذ أقدم العصور! فكيف عرف الإنسان إمكانيةَ الخلود، وكل ما يوجد على هذه الأرض يفنى ويزول؟
3 ـإنّ من أوصاف الله -تعالى- أنه (لم يلد ولم يولد)؛ فكيف تعرّف الإنسانُ المؤمنُ على هذه الصفة، وهو يرى أن جميع الكائنات الحيّة تلد وتولد؟
4ـإن من أوصاف الله -تعالى- أنه (ليس كمثله شيء) و(لم يكن له كفوا أحد)؛ فمن أين جاء الإنسانَ المؤمنَ هذا التّصَورُ، وما من شيء فوق هذه الأرض إلا وله شبيه؟
5ـإن الإنسان -منذ أقدم الأزمان- وهو يبحث عن الكمال! فكيف عرف صفة الكمال وكلُّ ما يوجد على هذه الأرض موصوف بالنقصان؟
6ـإن من أوصاف الله -تعالى- أنه (لايعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض)، ولم يدّع أحد من البشر أنه لا يغيب عنه أي شيء يقع أو وقع في هذا الكون، بِكواكِبِه ونجومه ومجراته؟ فهل يمكن للإنسان أن يتصور وجودَ صِفة لا يتصف بها أي مخلوق من المخلوقات المعروفة؟ فكيف عرف الإنسان هذه الصفة؟
7ـإذا كانت الطبيعةُ هي التي خلقت الكائنات الحية، فلماذا خَلَقَت البشر -دون سائر الكائنات- مختلفين، وفي صراع دائم ومحموم، بين الإيمان والكفر والإلحاد؟
8ـإنّ المؤمنَ يعتقد أن الخالق الذي خلق هذا الكون أقوى من الطبيعة، وهذا الإيمانُ مغروسٌ في قلبه؛ والملحدُ يزعم أنّ الطبيعة هي التي خلقت الإنسان ومشاعره وأفكاره، بل وإيمانه؛ فهل يمكن للطبيعة أن تغرسَ في قلبِ الإنسانِ الإيمانَ بقوة أقوى منها؟