(1) يؤمن المسلم بالإله الواحد الأحد ، العظيم الباقي ، الكبير الجبار ، الرحمن الرحيم ، الخالق الرازق .
– ليس لله أب أو أم ؛ ولا بنين ولا بنات . لم يلد أحدا ولم يلده أحد . ليس كمثله شيء . هو رب كل البشر ، وليس خاصا بطائفة أو جنس . – الله في عظمته وعلوه قريب جد قريب من كل مؤمن تقي ذاكر ، فيجيبه إذا دعاه ويعينه إذا استعانه. وهو يحب كل من يحبه ويغفر لهم خطاياهم ، وهو ينعم على عباده بنعم السلام والرضا والهدى والفلاح . – الله هو الرزاق الكريم ، الغني المغني ، العفو الغفور ، الصبور الشكور ، الصمد الستار ، الحكم السلام. وقد بين القرآن الكريم العديد غير ذلك من صفات الله تعالى. – خلق الله للإنسان: العقل ليفهم به ويدرك ، والروح والضمير ليهتدي إلى الخير والصواب ، والمشاعر والأحاسيس ليكون إنسانا عطوفا . لو أردنا أن نعد نعم الله علينا ما استطعنا لأنها لا تحصى . – وفي مقابل كل نعم الله علينا ورحمته بنا ، هو في غنى عنا لأنه الغني المتعال ، وكل ما يطلبه منا هو أن نعرفه حق المعرفة ، فنحبه ونعمل بشرعه ، بما يعود علينا بالخير . (2) يؤمن المسلم بكل الرسل والأنبياء من الله تعالى ، لا يفرق بين أحد منهم . – وهم جميعا بشر حباهم الله بوحيه ورسالاته ، واصطفاهم لهداية الناس . – وقد ذكر القرآن منهم خمسا وعشرين نبيا ورسولا ، وأشار إلى أن غيرهم كثير . – من الذين ذكرهم من الأنبياء والمرسلين : نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحق وموسى وعيسى ومحمد ، وقد جاءوا جميعا برسالة الإسلام لله الواحد ، والامتثال لقضائه وطاعة أوامره . (3) يؤمن المسلم بكل الكتب السماوية ، كما كانت في صورتها الأصلية الكاملة ، وأنها قد أنزلت لهداية الناس إلى صراط الله المستقيم ، وقد أشار القرآن إلى الكتب التي أوحيت إلى إبراهيم وموسى وداود وعيسى ومحمد . – لم يبق الآن ، من كل الكتب السماوية التي سبقت القرآن ، أي كتاب في صورته الأصلية التي نزل بها ، فمنها ما ضاع ، ومنها ما أخفي ، ويرجع ذلك إلى ما وقع فيه أتباع اليهودية والمسيحية في القرون الأولى من خلافات واتباع للأهواء . – حتى يومنا هذا يبقى القرآن وحده كتاب الله الصحيح الكامل . ولم يجادل أحد من أهل العلم – مسلما أو غير مسلم – أن القرآن هو هو اليوم كما كان منذ أربعة عشر قرنا ، يردده المسلمون بلا خلاف في كلمة ولا حرف . – إن الله الذي أنزل القرآن تعهد بحفظه ، فحفظ من أي تحريف أو ضياع أو إخفاء. (4) يؤمن المسلم بملائكة الله ، وهم مخلوقات نورانية رائعة خلقها الله . – ولا يحتاجون إلى طعام أو شراب أو نوم ، وهم منزهون عن الشهوات الجسدية أو الأطماع المادية . – الملائكة مسخرون لطاعة الله في كل حين ، لكل منهم دور مرسوم . – لا يستطيع البشر رؤية الملائكة، وذلك لقصور حواسنا، فلا تكفي الحواس وحدها لإدراك كل شيء حولنا، فأعيننا لا تبصر إلا في مدى موجي يمتد من الموجات الحمراء إلى البنفسجية، وكذلك السمع وغيره من الحواس. (5) يؤمن المسلم بيوم الحساب ، وسينتهي عالمنا الأرضي الذي نعرفه في وقت محدد، وسيُبعث الموتى للحساب الأخير العادل . – كل ما يصدر عن الإنسان من قول أو عمل ، أو فكر أو نية ، يُحْصَى عليه ثم يُحاسَب عليه يوم القيامة حيث يجد كل منا حسابه منشورا ، وسيجزى من كانت صحيفته ناصعة بالخير أفضل الجزاء ويلقاه الله أحسن لقاء في جنته ، أما من امتلأت صحائفهم بالسوء فسيلقون العقاب العادل فيلقوا في جهنم . – حقيقة الجنة والنار لا يعلمها إلا الله وحده ، وقد وصفها سبحانه في القرآن في صورة تقربهما من أذهان البشر . – من رأى منا أنه لا يلقى في هذه الحياة الدنيا جزاء عادلا ولا تقديرا وإنصافا لما يفعله من خير فليعلم أنه سيلقى الجزاء الأوفى والثناء الطيب يوم الحساب . – وكذلك إن بدا لنا ظاهريا أن أناسا ممن يرتكبون المعاصي ويقترفون الرذائل غافلين عن الله ورسالاته ، يفوزون بنعيم الدنيا وبالنجاح والتقدير ، فإن مآلهم الحتمي إلى الحساب العادل الرادع يوم الحساب . – لا يعلم موعد الساعة إلا الله ، والله وحده . (6) يؤمن المسلم بالقضاء والقدر. – القضاء والقدر علم الله الأزلي وقدرته على تقدير وإنفاذ إرادته ، فالله لم يخلق الكون عبثا ولم يَدَعْه كمًّا مهملا . – الله حكيم عادل رءوف ، وقَدَره كله خير ، رغم أننا نقصر أحيانا عن إدراك حكمته في أقداره . – يجب أن نثق بالله تماما ، ونتقبل ما يفعله بنا ، لأن إدراكنا محدود ، وفكرنالا يتجاوز رؤيتنا الفردية ، بينما علمه لا يحده شيء وحكمته تمتد إلى الكون كله . – على الإنسان أن يفكر ويخطط ويدبر بحكمة ، ثم يترك الأمر لله . فإن لم تسر الحياة على هواه لا يهتز إيمانه ولا يستسلم للهواجس والقلق المدمر . (7) يؤمن المسلم أن الهدف من هذه الحياة عبادة الله . – ولا تعني العبادة في الإسلام التفرغ للعزلة والتأمل ، ولا مجرد أداء الشعائر ، وإنما عبادة الله هي أن نحيا الحياة كما أمر ، ولا نعتزلها . – عبادة الله هي أن نعرفه ونحبه ونطيع أوامره ونطبق شريعته في كل أمور الحياة، وأن نعمل في سبيله بتحري الصواب وتجنب الشر ، وأن نؤدي حقه علينا ، وحق أنفسنا ، وحقوق إخواننا من البشر . (8) يؤمن المسلم أن الله قد اختص الإنسان بمكانة عالية فوق غيره من المخلوقات التي نعرفها . – وقد ميزه الله بهذه المكانة بما حباه من قدرات عقلية ونوازع روحية ، إلى جانب المهارات العملية . – وليس الإنسان كائنا ملعونا منذ مولده إلى موته ، بل هو كائن مكرم ، قادر على القيام بكل ما هو خير ونبيل . (9) يؤمن المسلم أن كل إنسان يولد على فطرة الإسلام ، فقد حبا الله كل إنسان الاستعداد الروحي والاستعداد العقلي ليكون مسلما طيبا . – يولد كل إنسان كما أراد الله له ، تبعا لما أمر به وقدر . (10) يؤمن المسلم أن كل إنسان يولد بريئا من الخطيئة ، وعندما يصل الإنسان إلى سن النضج ويصبح رشيدا عاقلا يصبح مسئولا عن أفعاله ونياته ، فالإنسان بريء من الخطايا والآثام طالما لم يرتكبها . – ليست ثمة خطيئة بالوراثة ولا ما يسمى بالخطيئة الأولى ، صحيح أن آدم أبا البشر ارتكب أول خطيئة ، ولكنه دعا الله أن يغفر له فعفا عنه . (11) يؤمن المسلم أن عليه أن يسعى بنفسه لخلاص نفسه باتباعه لهدى الله . – ليس لأحد أن يكون وسيطا بين المرء وربه ، وإنما يتحقق الخلاص بالإيمان والعمل ، وبالعقيدة والممارسة . إيمان بلا عمل صالح لا قيمة له ، مثله مثل العمل الصالح بلا إيمان . (12) يؤمن المسلم بأن الله لا يحاسب أحدا قبل أن يبين له طريق الصواب . – أما من لا يعلم ولم يتيسر له أن يعلم شيئا عن الإسلام ، فلا يعد مسئولا عن ابتعاده عن الإسلام . – وعلى كل مسلم أن يدعو غيره إلى الإسلام قولا وعملا . (13) يؤمن المسلم أن إيمانه لا يصح أو يكتمل إن كان إيمانا أعمى لا يستند إلى دليل . – يجب على الإنسان أن يبني إيمانه على أساس راسخ من القناعة العقلية بلا أدنى شك أو ارتياب . – يؤكد الإسلام حرية العقيدة ، ولا إكراه في الدين ، ويكفي أن بالعالم الإسلامي بعضا من أقدم بيع اليهود وبعضا من أقدم الكنائس مازالت قائمة حتى يومنا هذا . (14) يؤمن المسلم أن القرآن كلام الله أوحاه إلى النبي محمد بواسطة الملاك جبريل. – نزل القرآن منجما في مناسبات متعددة ليجيب على تساؤلات ، ويضع الحلول ، ويحسم الخلاف ، ويرشد الإنسان في كل أموره إلى طريق الحق . – نزل القرآن باللغة العربية ، ومازال كاملا صحيحا في نصه العربي إلى يومنا هذا ، ويحفظه ملايين البشر عن ظهر قلب . (15) يؤمن المسلم ويميز بين القرآن وبين سنة النبي محمد ، فبينما القرآن كلام الله، فإن السنة النبوية ( أقوال الرسول وتعاليمه وأفعاله ) هي البيان والتجسيد العملي للقرآن . – كلا القرآن وسنة النبي محمد هما المصدر الرئيسي لمعرفة الإسلام . |