إن مسلمي الروهنغيا هم أكثر وأشد الناس تعرضا للاضطهاد في العالم الذين تعرضوا للقمع الشديد من حكومة بلادهم وأخرِجوا من بيوتهم وأوطانهم بسبب الاضطهاد الديني والعرقي.
وإن الفئة الضعيفة من الروهنغيا هي فئة الأرامل والأيتام والنساء والأطفال الذين فقدوا أهلهم وذويهم خلال أحداث أغسطس الدامية عام 2016 التي راح ضحيتها آلاف الروهنغيا بين قتلى وجرحى ومفقودين.
خلال ثلاثين عامًا ماضيا، لجأوا إلى بنغلادش في بضع جولات. وفي عام 2016م، دخل مئات الآلاف من الروهنغيا من ضحايا التعذيب إلى بنغلادش. وفقًا لحكومة بنغلادش، يعيش حوالي مليون ومئة ألف شخص من الروهنغيا في مناطق مختلفة من أوكيا وتكناف من كوكس بازار، وبالرغم من أنهم فروا من بلادهم وأوطانهم وتركوا ممتلكاتهم حفاظا على دينهم وعرضهم إلا أنهم يتعرضون اليوم لنفس الاضطهاد في ملاجئهم ولكن بشكل مختلف وبطريقة مختلفة وبأدوات مختلفة، نظرا للظروف الصعبة التي يعيشونها.
في الآونة الأخيرة اشتدت الجهود التنصيرية في مخيمات الروهنغيا مستغلة ظروفهم الإنسانية وبساطتهم؛ فالنشطاء التبشيريون يستخدمون ضعفهم وعجزهم وبساطتهم وفقرهم لتمرير مخططات البعثات التبشيرية، في حين أن العلماء البنغلادشيين والنشطاء الروهنغيا حذروا ولا يزالون يحذرون من وجود هذه النشاطات التبشيرية التنصيرية التي تستهدف إيمان وعقيدة الروهنغيا في ملاجئهم، ولكن الحكومة لم تأخذ أية إجراءات صارمة ضد نشاطاتهم الشنيعة.
وقد أشار وزير شؤون حرب التحرير في بنغلادش، آ. كو. مو مزمل حق، حيث قال في 13 مارس 2019م: إن بعض المنظمات غير الحكومية العاملة في مخيم الروهنغيا تعمل لأهداف سيئة.
في هذا الصدد يتبين أن أقدم مخيم للاجئين قد بُنيت فيه كنيسة المسيح في مخيمات الروهنغيا ويتم توزيع جهاز الكتروني يشتمل على المناقشات والمعلومات المسيحية التي تحرض الناس على اعتناق المسيحية، وبما أن أكثر الروهنغيا محرمون من التعليم فهم يعتقدون أن المعلومات التي على هذا الجهاز الإلكتروني صادقة، فيعتنقون المسيحية. ومن جهة أخرى هناك كثير من المحلات، يبيعون للروهنغيا ما يحتاجون إليه، ولكن أصحاب المحلات التي تديرها شركات تبشيرية من خلال البيع يشترون إيمانهم وعقائدهم.
وعلى رأس هؤلاء المنصرون نور الإسلام فقير، وهو قسيس وداعية للتنصير، يعرض من خلال البيع الدعوة إلى الإيمان بـالنصرانية صراحة، وبالاشتراك مع زملائه في باسم الإخوة أو الإخوان، يجتمعون فيه لمدارسة شؤون التنصير في المخيمات، يرافقه ويعاونه كثير من الدعاة للتنصيرية.
مع انتشار الانترنت و مواقع التواصل و القنوات بشكل كبير لدى عامة الناس، تم إعداد المواقع والصفحات الخاصة بلغة ولهجة الروهنغيا، والتي تحتوي على المعلومات والعقائد المسيحية التبشيرية، ومع تكبير الحجم والصور من خلال تلك المواقع، يظن القارئ أو المتصفح بأن عدد معتنقي المسيحية من الروهنغيا عدد غير قليل، لكن في الحقيقة تم تصميم تلك المواقع قبل أن يوجد أي مسيحي أو أي معتنق لدين آخر من الروهنغيا .
يوجد الآن أكثر من 100 موقع و صفحة على الانترنت تتحدث عن المسيحية بالروهنغيا. وقد أسس المنصرون مدارس لأطفال الروهنغيا في المخيمات، يعطون الطلاب التعليم المجاني وتسهيلات مالية وتعليمية مغرية، وفي كل يوم أحد يحتفل الطلاب بيوم المسيح.
وقد قامت مظاهرة احتجاجية ضد النشاطات التنصيرية في المخيمات وانتشرت مقاطع من تلك المظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما خلقت حادثة زواج فتاة روهنغية عقد عليها على تقليد الدين المسيحي كثيرا من النقاش والنقد في وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد أجرت بعض الصحف البنغالية، وعلى رأسها صحيفة «نيا ديغانتو» اليومية تقارير بتاريخ 25 يناير 2018م، تشير إلى اعتناق بعض الروهنغيا المسلمين للديانة المسيحية؛ حيث تقدر دراسات بأن عدد الروهنغيا المسلمين المتحولين للديانة المسيحية مذ سبتمبر 2017م إلى الآن أكثر من ألفي شخص؛ حيث تستخدم الجماعات التنصيرية عجز الروهنغيا وفقرهم والضغط النفسي والأمية التي يعيشون فيها باسم المساعدة لتحويلهم إلى المسيحية، ويقومون بهذه العملية في السر والعلن.
وحسب بعض التقارير، فهناك منظمة في بنغلادش تسمى «الكنيسة المسيحية بنغلادش» (ICB)، تقوم بعملية تحويل الروهنغيا إلى المسيحية، وانتشر عبر وسائل الإعلام المحلية أن نحو 15 شخصاً من هذه المنظمة يعملون ليلاً ونهاراً في مخيم أوخيا وتكناف، يدفعون إليهم النقود مقابل ترك الإسلام واعتناق الديانة المسيحية، ويتعهدون لهم بإعطاء فرصة إقامة دائمة في مختلف بلدان العالم، وهؤلاء الرجال من المنظمات التنصيرية يسكنون في بعض فنادق النخبة بمدينة كوكس بازار لجعل المسلمين مسيحيين، وقد ظهرت هذه المعلومات في تقرير لوكالة الاستخبارات البنجالية أيضاً.
إن استهداف الروهنغيا من قبل منظمات تبشيرية في مخيمات اللاجئين ببنغلادش والمهاجرين الروهنغيا الذين تم توزيعهم على البلدان العديدة يتم عبر برنامج أممي تابع للمفوضية العليا لشئون اللاجئين خاصة في أمريكا، هناك يتم إعداد الدعاة التبشيرين من الروهنغيا أنفسهم بالإغراء و الإكراه ثم يتم استخدامهم في تمرير مخططات تنصيرية إلى داخل المجتمع الروهنغي المسلم المضطهد لأجل دينهم و عقيدتهم.
ووفقاً للبيانات في الصحف البنغالية، فإن كلاً من أمريكا وهولندا والولايات المتحدة تمول هذه الكنيسة المسيحية في بنغلادش، ويدفعون للروهنغيا المسلمين المتحولين للديانة المسيحية خمسة آلاف تاكا (عملة بنغلادش) شهرياً، ويقدمون إليهم مرافق خاصة، ويقومون بتدريبهم خمسة أيام كل شهر في الكنيسة المعمدانية بمدينة كوكس بازار، ويشار في هذا السياق إلى رجل اسمه أبو طاهر (42 عاماً)، يعيش في كتلة B-1 بكوتوبلونغ، يشرف على هؤلاء الأشخاص الذين اعتنقوا الديانة المسيحية.
وعلى الرغم من تسميتهم بأسماء مسيحية، فإنهم يذكرون الأسماء المسلمة كحيلة، ووفقاً للمعلومات فإن أول من اعتنق الدين المسيحي هو نور الإسلام فقير (55 عاماً) ابن جلال أحمد المرحوم الذي كان يعيش في هاتيبارا منغدو، وقد جاء إلى بنغلادش عام 2007م مع 17 من أفراد أسرته، وقد بذل جهوداً جبارة في تحويلهم هم وأقربائهم إلى المسيحية، حتى استطاع أن يحوّل نحو 35 شخصاً منهم إلى المسيحية. وقد سافر ابن نور الإسلام فقير -اسمه إحسان الله (35 عماً)- إلى النرويج قبل بضع سنوات بجواز سفر بنغالي، ويرسل الأموال لهذه العائلات المتحولة إلى المسيحية، وأسس مدرسة على نفقته الخاصة في كتلة (B)، تشمل نحو 35 تلميذاً، وكان سليم (17 عاماً) -ابن نور الإسلام فقير الصغير- يعمل مدرساً؛ حيث يقومون جميعاً تحت قيادة نور الإسلام بالطقوس والعبادات المسيحية يوم الأحد من كل أسبوع. يقول أحد أعيان الروهنغيا المقيم في مخيمات كوتو فالنغ بكوكسبازار منذ 2012 الميلادي إنه يعرف شخصا اسمه نور الإسلام و ابنه هاجر إلى أمريكا عبر برنامج اللجوء المذكور أعلاه تأثر بعقيدة التثليث ،وهو يستخدم أباه و أقرباءه في المخيم لتمرير شره لدى بني جلدته، من خلال إغرائهم بالمال أو الوعود بتوطينهم في أمريكا و أوربا اذا قبلوا دعوتهم.
وفي هذا الشأن، تم اكتشاف ممارسة الطقوس و الشعارات و إقامة برامج تثليثية يومي الأربعاء و الأحد في أماكن تواجد نفس الشخص ( نور الإسلام ) مع إضافة أسماء نصرانية إلى أسماء الروهنغيا الأصلية مثل جون و جوزيف و غيرها .
ولا يخفى علي كثير من سكان المخيم بأن المنطقة الخاصة بالمسيحيين معروفة حياتهم ورفاهيتهم حيث يتلقون أموالا من جهات غير معروفة و لكن متواصلة بشكل مبرمج.
عدد المتأثرين و مواقعهم
هناك موقعان معروفان لتلك الأنشطة بشكل ملحوظ و لكن حسب النشطاء و الدعاة تم ملاحظة عدة أنشطة تنصيرية أخرى في مواقع مختلفة من المخيمات مثل : برامج الصحة و العلاج و توزيع ملابس بنقوش صليبية و تعليم أغان و أناشيد صليبية و تمجيد عيسى عليه السلام.. و غير ذلك.
أما عدد البيوت أو الأسر الذين تأثروا بالأفكار التنصيرية فتعد أكثر من 71 عائلة، يخفون عقيدتهم عندما يكونون خارج منطقتهم، وأمام من لا يعرفونهم خوفا من التعرض للضرب، وأكثرهم ينتمون إلى منطقة جنوب مدينة منغدو، نظرا لأن هناك حساسية مفرطة لدى الروهنغيا المحافظين تجاه هذه القضية، فهم يقولون في قرارة أنفسهم “هربنا و أخرجنا من ديارنا لأجل ديننا، لذلك لن نسمح لأحد أن يمسه بسوء مهما كلفنا الأمر”.
الرموز و كيفية إعدادهم
يتم إعداد ممثلين للعملية التنصيرية من الروهنغيا في الخارج و أحيانا يتم اختيارهم من المخيم أيضا، و من ثم يعلمونهم اللغة الانجليزية و يتم توظيفهم في بداية الأمر في مكاتبهم و إداراتهم الرسمية، وهكذا يتم اكتشاف مؤهلاتهم وجاهزيتهم لأداء المهام على أسس تم وضع خطط خاصة لها.
توعية المهاجرين و مواجهة التنصيريين
ورغم قلة الأسباب والأدوات والإمكانات، إلا أن الغيورين من أبناء الروهنغيا من طلبة العلم والدعاة يقومون بأداء واجبهم الديني بتوعية المهاجرين بخطر التنصير و التبشير وعدم الوقوع في فخهم المتمثل في الإغراء بالمال و الوعود، والصبر على المصائب العابرة التي لحقتهم .
ويقوم هؤلاء ببرامج وعظية وخطب وأنشطة و إنشاء مدارس لاستقبال أبناء المهاجرين لغرس العقيدة الصحيحة في نفوسهم، و التعريف بالدين الإسلامي لأبنائهم منذ الصغر، من خلال برامج عائلية تفضح الانحلال و الفجور و الفسق التي يتم ترويجها من قبل دعاة التنصير و التبشير و العلمنة.