آداب العطاس في الإسلام
1 – تشميت العاطس حقٌّ على المسلم:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حقُّ المسلم على المسلم خمسٌ: رد السلام، وعيادة المريض، واتِّباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس))[1].
وفي رواية لمسلم: ((حقُّ المسلم على المسلم ستٌّ: إذا لقيته فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجِبْه، وإذا استنصَحك فانصَح له، وإذا عطس فحمِد الله تعالى فشمِّته، وإذا مرِض فعُدْه، وإذا مات فاتَّبِعه))[2].
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى يُحب العُطاس، ويكرَه التثاؤب، فإذا عطس أحدُكم، وحمِد الله تعالى، كان حقًّا على كل مسلم سمِعه أن يقول له: يرحَمك الله، وأما التثاؤب، فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدُكم فليَرُدَّه ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحِك منه الشيطان))[3].
2 – أن يحمد العاطس ربه:
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا عطس أحدكم، فليقل: الحمد لله، وليقُلْ له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يَهدِيكم الله ويُصلِح بالكم[4]))[5].
3 – يجوز أن يقول العاطس: الحمد لله على كل حال:
روى أبو داود وغيره – بإسناد صحيح – عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا عطس أحدكم، فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، ويقول هو: يَهدِيكم الله ويُصلِح بالكم))[6].
4 – تشميت من يحمد الله:
ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه، قال: عطس رجلانِ عند النبي صلى الله عليه وسلم، فشمَّت أحدهما ولم يشمِّت الآخر، فقال الذي لم يشمِّته: عطس فلان فشمَّته، وعطست فلم تشمِّتني، فقال: ((هذا حمِد الله تعالى، وإنك لم تحمَدِ الله تعالى))[7].
روى مسلم في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا عطس أحدكم فحمد الله تعالى، فشمِّتوه، فإن لم يحمد الله، فلا تشمِّتوه))[8].
5 – الاقتصار على الحمد بعد العطاس:
وروى الترمذي – وحسنه الألباني – عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رجلًا عطس إلى جنبه، فقال: الحمد لله، والسلام على رسول الله، فقال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله، والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هكذا علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أن نقول: «الحمد لله على كل حال»[9].
6 – ويُستحب لكل مَن سمِعه أن يقول له: يرحمك الله، أو يرحمكم الله، أو رحمكم الله، ويُستحب للعاطس بعد ذلك أن يقول: يهديكم الله، ويُصلح بالكم، أو يغفر الله لنا ولكم:
روى مالك – بسند صحيح – عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: إذا عطس أحدكم، فقيل له: يرحمُك الله، يقول: يرحمنا الله وإياكم، ويغفر الله لنا ولكم[10].
7 – عند العطاس يضع يده أو ثوبه على فمه ويخفض صوته:
روى أبو داود والترمذي – وصححه – عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس غطَّى وجهه بيدِه أو بثوبه، وغَضَّ بها صوته[11].
8 – إذا تكرر العُطاس من إنسان متتابعًا، فالسُّنة أن يشمِّته لكل مرة، إلى أن يبلغ ثلاث مرات:
روى مسلم في صحيحه عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وعطس عنده رجلٌ، فقال له: ((يرحمك الله))، ثم عطس أخرى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرجل مزكومٌ))؛ هذا لفظ رواية مسلم[12].
وفي رواية عند أبي داود والترمذي: فقالا: قال سلمة: عطس رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا شاهدٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يرحمك الله))، ثم عطس الثانية أو الثالثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يرحمك الله، هذا رجلٌ مزكومٌ))[13].
——————————————————————————–
[1] متفق عليه: رواه البخاري (1240)، ومسلم (2162).
[2] رواه مسلم (2162).
[3] رواه البخاري (6223).
[4] قال العلماء: بالكم؛ أي: شأنكم.
[5] رواه البخاري (6224).
[6] صحيح: رواه أبو داود (5033)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (684).
[7] متفق عليه: رواه البخاري (6221)، ومسلم (2991).
[8] رواه مسلم (2992).
[9] حسن: رواه الترمذي (2738)، وحسنه الألباني.
[10] صحيح: رواه مالك في الموطأ (1800)، وهو موقوف على ابن عمر، وهو موافق لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث.
[11] حسن صحيح: رواه أبو داود (5029)، والترمذي (2745)، وقال: حديث حسن صحيح.
[12] رواه مسلم (2993).
[13] حسن صحيح: رواه أبو داود (5037)، والترمذي (2743)، وقال: حديث حسن صحيح.